Advertise here

دعوة أميركية لـ"المرونة" في بيروت والحريري يُنشِد "ضغطاً" من موسكو.. ولا حكومة بعد

15 نيسان 2021 05:58:11

مع استمرار انسداد الآفاق أمام تشكيل الحكومة العتيدة وانقطاع التواصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري للخروج بحكومة تعمل على إنقاذ الوضع الاقتصادي من الانهيار، تتوالى النصائح للمسؤولين من كل الاتجاهات لحثّهم على الذهاب إلى التسوية، وجديدها نصيحة أميركية نقلها وكيل وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل الذي يزور لبنان بضرورة "إبداء المرونة الكافية" لتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاح الحقيقي، معرباً عن مخاوف إدارته من استمرار الأزمة على ما هي عليه.

ويبقى الرهان على وعي المعنيين الى مدى الخطورة القصوى التي بلغتها الأوضاع، وأن لا يهدروا المزيد من الوقت، وأن يتم تلقف هذه النصائح الدبلوماسية، التي تأتي في سياق الاستكمال لدعوات متكررة من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط للجميع بالدخول في تسوية وطنية توقف الانهيار.

وفي هذا الوقت توجه الرئيس الحريري الى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف وعدد من المسؤولين، حيث لفتت مصادر "تيار المستقبل" عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن هذه الزيارة "جرى الاعداد لها منذ أكثر من شهر، ومحادثات الحريري مع الجانب الروسي ستتطرق الى الشق السياسي وضرورة التدخل الروسي مع إيران للضغط على حزب الله لتسهيل تشكيل الحكومة عن طريق إقناع الرئيس عون والنائب جبران باسيل بالتخلي عن شروطهما والذهاب الى حكومة مستقلة قادرة على تنفيذ الاصلاحات".

وأضافت المصادر: "كما سيطالب الحريري من الجانب الروسي المساعدة بإعادة إعمار مرفأ بيروت وإمكانية ترسيم الحدود مع سوريا، انطلاقا من حديث بشار الأسد واعتباره مزارع شبعا أراض سوريّة، وضرورة اقفال معابر التهريب بين لبنان وسوريا، الى جانب مطالبتهم بمساعدة لبنان صحيا وتأمين كمية من اللقاحات، على أن يعود بعدها الى لبنان ويتوجه الى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس"، وقد وصفت المصادر لقاء الحريري مع الحبر الأعظم "بالمهم جداً وهو يأتي قبل اللقاء المرتقب بين البابا والرئيس الأميركي جو بايدن".

توازياً، أشارت مصادر مواكبة لزيارة هيل إلى أنه أكد للمسؤولين الذين التقاهم "ضرورة وضع الخلافات جانباً والعمل على تشكيل حكومة في أسرع وقت، كما طالبهم بعدم ربط الملف الحكومي بالمفاوضات المرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران والتي تبدو طويلة ومعقدة". المصادر كشفت لجريدة "الأنباء" الالكترونية تخوّف الموفد الأميركي من تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان لدرجة يصعب فيها مساعدته على تخطيها.

وفي السياق نفسه، وصفت مصادر عين التينة زيارة هيل عبر "الأنباء" الإلكترونية بأنها "تندرج في اطار الاتصالات التي يجريها الموفدون الأميركيون أثناء زياراتهم الى لبنان والتأكيد على دعمهم المستمر للجيش والمساعدة في موضوع ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل"، مذكّرة بأن هيل قد شارك في المحادثات التي عقدت في الناقورة بين لبنان وإسرائيل للبحث في عملية ترسيم الحدود التي لا يزال هناك خلاف حولها.

وأوضحت المصادر ان "هيل لا يحمل مبادرة معينة في هذا الشأن، وهو يطالب المسؤولين اللبنانيين بضرورة تشكيل الحكومة لأن البلد لا يستطيع أن يستمر من دون حكومة".

من جهته، رأى عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية ان "الشق الأساسي في زيارة هيل تتركز على موضوع ترسيم الحدود، وأن لقائه مع عدد من القيادات السياسية للتأكيد على أن الادارة الأميركية الجديدة مهتمة بلبنان، وهذا الاهتمام عبّر عنه هيل بالمطالبة بتشكيل الحكومة والتأكيد على استمرار الدعم العسكري للجيش اللبناني".

بدوره، النائب السابق فارس سعيد أشار عبر "الأنباء" الإلكترونية إلى انه "لا يتوقع شيئا من زيارة هيل لأن كل الملفات مجمدة بانتظار المفاوضات الايرانية الاميركية بمعنى ان تشكيل الحكومة أصبح على طاولة التفاوض، وكذلك الوضع الاقتصادي وترسيم الحدود البحرية وصولاً الى الاستحقاقات الانتخابية، وان ليس هناك من مبادرة قادر هيل على اطلاقها طالما لا يوجد لدى القوى السياسية منصة وطنية قادرة على تحمل مسؤولياتها، لذلك الحل في لبنان سيبقى مأزوماً بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الأميركية الايرانية".