Advertise here

ذكرى الحرب... وجوع على الهوية

13 نيسان 2021 14:26:32

 في مثل هذا اليوم من كل عام ذكرى اندلاع الحرب الأهلية الذي يصادف اليوم ال 46 عاما، كنا نلتقي كرجال دين من مختلف الطوائف اللبنانية الاسلامية والمسيحية في ساحة الشهداء، نضيئ الشموع نرفع اغصان الزيتون نتلو دعاء مشتركا، ونقول كفى...لا للحروب.

يصعب كثيراً لمن يناضل لأجل الانسان والوطن والارض والمحبة والسلام، مرور الذكرى دونما لقاء رافض دائما وابداً عودة الـ 15 عاما من حروب الأخوة مع ما حملته من امواع واشكال الدمار والقتل والخراب، ولكن...ألسنا اليوم على قاب قوسين او ادنى من الحرب، قياسا بتلك التجارب التي عشناها ونعيشها، بل والأخطر تجهيزا واستعدادا بحقائق صارخة؟! نهلل براياتنا الايمانية والوحدوية ووطننا منقسم عمودياً روحياً وسياسياً، وتقاذف الاتهامات تشي بما عشناه إبّان الاحتلال الاسرائيلي ومشاهد حروب الآخرين على أرضنا؟!

نقرأ باسم الله والآب والابن، ورماد حرائق المرفأ يذر العيون، ودماء الشهداء لم تجف بعد، وصرخات المفجوعين والأمهات الثكالى تصدح في المكان، فنتلو رثاء على "وطن الرسالة" أم نعدد مزايا بلد الاشعاع والنور والحريات والديمقراطية والجامعات والمستشفيات والسياحة والمرافئ والمطار والمصارف والصحافة والثقافة والفن...؟!

صلاة وتناول والمجاعة تدق الابواب، وطوابير الناس أمام الأفران والمؤسسات التجارية لشراء الخبز والمواد الغذائية، والتهافت على المواد المدعومة مع ما يحصل من اشكالات بسبب التناتش على فضلات قوى الاحتكار. ناهيك مما يحصل على أبواب المستشفيات والصيدليات ومع شركات التأمين، ومصارف المال الضائع، وطوابير السيارات أمام محطات الوقود، في ما مناطق تتفاخر بملئ الرفوف بالمنتوجات والسجّاد ومقومات الصمود المعيشي، لكأن لقمة الجائع صارت على الهوية!!

نحيي مناسبة بالتعاون مع مؤسسات، ومشاهد الانهيارات المتتالية جلية لأركان ومفاصل دولة تهوي، مع نهاية مئوية استقلالية وبداية الثانية، بعقلية ديكتاتوريي الفساد البشعة التي ترمي اتهامات النهب والسرقة والخراب وشتّى انواع ارتكاب الموبقات، وتتلذذ بقهر وظلم وذل أبناء مجتمع "سويسرا الشرق"!

نعم لقد حُرمنا اللقاء، ليس بسبب تفشّي خطر وباء كورونا القاتل، او للاحتفاء بمصادفة بدء شهر عيد رمضان المبارك وبهجته، او لكي نُسمّى اقوياء في زمن الضعف والوهن والمهانة، وانما لأننا امام حقائق جارحة مؤلمة وخطيرة... والآتي اعظم!


*عضو اللقاء الروحي في لبنان