يعود شهر رمضان المبارك هذا العام بطريقة مختلفة عن كل الأعوام السابقة. حتى عن العام الماضي يختلف، فالوضع الصحي اليوم أدقّ وأكثر خطورة. كذلك الوضع الاقتصادي تدهور أكثر من أيّ وقت مضى. غيّر كورونا تفاصيل حياتنا كما غيّر عاداتنا، وأصبح التأقلم مع هذا الوباء ضرورة للاستمرار في حياتنا. واليوم مع حلول شهر رمضان، كيف يمكن تقييم وضعنا الصحّي؟ وما الإجراءات الواجب اتخاذها لتمضية الشهر بأقلّ خسائر ممكنة؟
يشير رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية، إلى أنّنا "لا نزال في مرحلة التفشي المجتمعي، وفي فترة معيّنة انخفضت الإصابات ولكن يبدو أنّها عادت الى الارتفاع نسبيًّا، وأنا خائف من هذا الشهر إذا لم يتمّ تطبيق الإجراءات بطريقة جيدة. لأنّ ذلك يؤدي إلى ازدياد الإصابات مجدّداً، وعندها يصبح احتمال أن نشهد موجة جديدة كبيراً". ويضيف: "فليمرّ هذا الشهر على خير، وبحسب نسبة الالتزام يتمّ اتخاذ القرار إمّا بإعادة الإقفال العام أو بالإبقاء على الفتح".
وعن التخبط في القرارات خلال رمضان، يقول عراجي: "كلّ لجنة برأي"، وكلّ منها أصدرت قراراً مختلفاً عن الأخرى". وكان لفت في تغريدة له عبر "تويتر" إلى أنّ "التخبط في القرارات لا يخدم بحلّ المشكلة بل يعقّدها".
من جهته، يؤكّد الاختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي في الجامعة الأميركية الدكتور صلاح زين الدين في حديث لـ"الأنباء" أنّ "محاولة خلق توازن بين الإجراءات الصحية وتلك الاقتصادية تؤدي الى هذا التخبط في القرارات. فالكثير من البلدان فتحت المطاعم والحانات والاصابات لديها منخفضة جدًّا لأن هناك طريقة لفتح المطاعم. وإذا فرضت المطاعم في لبنان إجراءات تباعد صارمة وأخفضت القدرة الاستيعابية ووزعتها بشكل منطقي يمكن أن تفتح".
ويتابع زين الدين: "نعوّل على وعي الناس التي يجب أن تتخذ إجراءات غير العادة، كما يجب عدم الخلط بين العادات الاجتماعية والدينية في هكذا أعياد، فالدين لا يفرض على أحد أن يعرض نفسه وغيره للخطر".
هنا يقول عراجي: "أنا ضدّ الإفطارات الجماعيّة في المنازل، إذ يجب أن تقتصر على العائلة الصغيرة فقط، والتجمعات في المنازل أسوأ من المطاعم"، ويختم سائلاً: "أمامنا ثلاثون يوماً، إذا لم يتمّ الالتزام بالإجراءات في المطاعم والمساجد والساحات العامة، "شو منكون عملنا يعني؟".
لا جديد في ما يجب فعله للوقاية من كورونا، وكما اليوم الأوّل المسؤولية الكبرى تقع على عاتق كلّ شخص. فالحلّ يكون بالوعي لتخطي هذه المرحلة، وكي لا نُكرّر تجربة عيدي الميلاد ورأس السنة.