لم تشهد الأيام الماضية أي حركة سياسية فاعلة في سبيل تشكيل الحكومة. وضع رئيس الجمهورية ميشال عون معادلة "التدقيق الجنائي" في مواجهة عملية تشكيل الحكومة. إلى أن جاء موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي التصويبي، بأن التدقيق الجنائي لا يمكن أن يحصل قبل تشكيل الحكومة، وما يقصده البطريرك واضح أن التدقيق يجب أن يحصل في ظل وجود حكومة إصلاحية، وبالتالي لا بد من التنازل عن الحسابات السياسية للذهاب إلى التدقيق الجنائي الفعلي والحقيقي والجاد، كي لا يدخل في سياق المبارزات السياسية أو كي لا يكون مدخلاً لبازار سياسي.
يأتي موقف البطريرك في ظل البحث عن إمكانية إجرائه زيارتين إلى كل من مصر ودولة الإمارات في المرحلة المقبلة بعد تلقيه دعوتين لزيارتهما، وهو يحرص على إعادة وصل علاقات لبنان مع الدولة العربية وفك العزلة التي يعيشها البلد.
في هذا السياق، وفي الوقت الذي يستمر فيه الإستعصاء الحكومي، تشير المعلومات إلى أن الرئيس نبيه بري يعمل على بلورة أفكار جديدة للبحث عن صيغة أو مبادرة لتشكيل الحكومة، لكنه يعمل بهدوء وصمت حتى تتوفر لديه الظروف والمعطيات الملائمة.
من جهة أخرى ينتظر لبنان زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل يوم الأربعاء المقبل، ضمن جولة يجريها هيل على دول متعددة. وبحسب المعلومات فإن زيارة هيل إستطلاعية، وتأتي في إطار إعداد تقرير تقييمي للسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، على أن يكون التقرير الأخير الذي يرفعه هيل لإدارته، فيما سيتم تعيين بديل عنه. هذا التقرير والذي يفترض أن يثير هيل لأجله ملفات متعددة، تتعلق بالحكومة والوضع السياسي والإقتصادي وترسيم الحدود، قد يؤشر إلى المسار السياسي الأميركي في المرحلة المقبلة وتوجهات واشنطن تجاه المنطقة ككل ومنها لبنان، ولا بد من انتظار الزيارة لسماع ما سيقوله الرجل لاستشراف آفاق المرحلة المقبلة.
