Advertise here

مسلسلات رمضان: حضور ضعيف على شاشات لبنان

12 نيسان 2021 08:33:26

تكشف ملاحقة خريطة عرض المسلسلات على القنوات المحليّة خلال شهر رمضان، عن عمق الأزمة الّتي يعانيها القطاع الإعلامي في البلد عموماً. فقد كانت حدّة المنافسة تشتعل قبل أشهر عديدة من انطلاق الموسم الرّمضاني، فتحرص كلّ محطة على بذل أقصى إمكاناتها لاجتذاب الجماهير، وتخصّص موازنات ضخمة لشراء أفضل المسلسلات أو تمويل الإنتاجات المحليّة.

هذا العام يبدو الوضع مغايراً. إذ قرّرت معظم القنوات اللّبنانيّة الاكتفاء بعرض بعض المسلسلات المنتجة محليّاً، إضافة إلى مجموعة بارزة من المسلسلات التّركيّة. وسيكون للدراما السوريّة حضورها أيضاً.

تعدّدت وتشابكت الأسباب، والأبرز ما سبّبته أزمة انتشار وباء كورونا من تعطيل لعمليّات التصوير بسبب القيود المفروضة على الحركة والتّنقّل ونيل أذونات التّصوير، أو بسبب إصابة بعض العاملين في القطاع بالفيروس، من ممثّلين وفنيّين وإداريّين، وصعوبة تطبيق الإجراءات الصّحيّة بسبب التّقارب الجسديّ الّذي لا مفرّ منه.

تُضاف إلى ذلك مسألة ارتفاع سعر صرف الدّولار وما أدّى إليه من أزمات ماليّة طالت معظم القنوات اللّبنانيّة، جاعلاً إيّاها غير قادرة على تنفيذ بنود الاتفاقات الموقّعة مع شركات الإنتاج، ومرتّباً عليها كمّاً كبيراً من الدّيون. خصوصاً أنّ الشّركات الكبرى تشترط الدّفع بالدّولار.

وقد انتهى ذلك إلى انخفاض كارثيّ في أحجام الموازنات المخصّصة لشراء حقوق عرض المسلسلات، وفي القدرة على تمويل إنتاجات محليّة  دسمة.

 ولا تحظى المسلسلات اللّبنانيّة بسوق عربي واسع. وزاد الطين بلّة ارتفاع كلفة إنتاجها أضعافاً كثيرة، مقارنة بالسّنوات السّابق، في انعكاس مباشر للارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار، وبالتالي في كلفة متطلّبات الإنتاج، من ديكورات، وملابس، وطعام، واستئجار أماكن وغيرها، ناهيك عن عدم قدرتها منافسة منصّات العرض الضّخمة مثل "شاهد" و"نتفلكس".

mtv في المقدّمة

اختارت قناة mtv المراهنة على الإنتاج المحليّ. وقد تكون الشّاشة اللّبنانيّة الأبرز هذا العام في هذا المجال، لأنّها تعرض ثلاثة مسلسلات محليّة، هي "راحوا" و"2020" و"للموت". وتتنوّع مواضيعها بين دراما الصّراع التّقليديّ بين الخير والشّر ومسألة الإرهاب وتأثيراته، والدراما البوليسيّة الرّومانسيّة.

يعدّ مسلسل "راحوا" أحد أبرز مسلسلات الموسم، فهو من كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج نديم مهنا، وتغنّي النّجمة نانسي عجرم شارته التي حملت عنوان "ما تحكم عَ حَدا". وهو يضمّ نخبة من أبرز نجوم الدراما اللّبنانيّة، هم: كارين رزق الله، بديع أبو شقرا، مجدي مشموشي، جوزيف بو نصّار، نهلا داوود، أنطوانيت عقيقي، برناديت حديب، رندة كعدي، وبريجيت ياغي. يعالج قضيّة الإرهاب وأبعادها، وتدورأحداثه في لبنان، وتصرّ كاتبته على التّأكيد أنّ كلّ القصّة خياليّة ولا صلة لها بالواقع.
سيكون "2020" ثاني مسلسلات mtv هذا الموسم: بطولة نادين نجيم وقصي الخولي، ومشاركة رامي عياش وماريتا الحلّاني، وإخراج فيليب أسمر، وإنتاج شركة "الصبّاح إخوان". ينتمي إلى دراما التّشويق البوليسيّ، ويروي قصة الضابطة "سما"، تلعب دورها نادين نجيم، والتي تبذل جهدها للإيقاع برجل العصابات الخطير "صافي الدّيب"، الّذي يلعب دوره النجم قصي الخولي.

أمّا ثالث مسلسلات mtv فسيكون "للموت": إنتاج "إيغلز فيلم"، وكتابة نادين جابر، وإخراج فيليب أسمر، وبطولة ماغي أبو غصن، دانييلا رحمة، وباسم مغنيّة، ومشاركة الممثّلين السوريّين محمد الأحمد وخالد القبش. يعالج "للموت" مسألة الجشع وصراعات الخير والشّر.

وتعرض المحطّة المسلسل التّركيّ "الحب ورطة" .

LBCI: التاريخ والتركي والسوري

قناة LBCI قرّرت المراهنة على نجاح المسلسل التّاريخيّ "رصيف الغرباء"، الذي كتبه طوني شمعون، وأخرجه إيلي معلوف، وأدّى بطولته كلّ من فادي إبراهيم، كارمن لبس، عمّار شلق، رهف عبد الله، وعلي منيمنة، ومتابعة عرضه في رمضان بغية الاستفادة من شعبيّته الناشئة لأنّه يعود بالمشاهد إلى زمن الإقطاع، فيصوّر الصّراعات الحادّة الّتي كانت تنشب بين الإقطاعيّين أنفسهم حول السّلطة والنّفوذ، وطريقة تعاملهم مع الفقراء. ويرسم لوحة عامّة للتّقاليد والعادات الّتي كانت سائدة في تلك المرحلة. 

وتُخصّص القناة فسحة كبيرة للدراما السّوريّة، فتعرض الجزء الأوّل من مسلسل "سوق الحرير"، الذي أخرجه الأخوان مؤمن وبسّام الملّا، وأدّى بطولته بسّام كوسا وسلّوم حداد، بينما تقدّم الفضائيّات العربية الجزء الثاني منه.

كما تعرض مسلسل "بانتظار الياسمين"، وهو من إخراج سمير حسين، وتأليف أسامة كوكش، وبطولة غسان مسعود وسلاف فواخرجي وأيمن رضا، ويتناول معاناة السّوريين جرّاء النّزوح. وتخصّص مساحة لعرض مسلسل "زنود الست"، وهو من إخراج نذير عوّاد، وكتابة رازي وردة، وبطولة مرح جبر، وفاء موصللي ورنا جمول. وينتمي إلى الدراما الاجتماعيّة الّتي لا تخلو من مواقف كوميديّة.

 ويُسجّل حضور لافت للدراما التّركيّة على قناة LBCI التي تستأنف عرض مسلسليْ "عشق ودموع" و"ابنة السّفير".

"الجديد": باب الحارة مجدّداً

أمّا قناة "الجديد" فتعمد إلى الاستفادة من شعبيّة مسلسل "الباشا" السوريّ، الذي أدّى بطولته رشيد عساف، والمأخوذ عن رواية "الإخوة كارامازوف" للكاتب الرّوسيّ الشّهير دوستويفسكي، فتعرض الجزء الثّالث منه.

وكان المسلسل قد تعرّض لجملة من التّغييرات اللافتة، إذ انضم إلى فريقه مجموعة من الممثّلين الجدد مثل مازن معضم، وجيه صقر، وسام سعد، حسين مقلد، آن ماري سلامة، واستبدل مؤلّفه رازي وردة بالمؤلف مروان قاووق، ومخرجه عاطف كيوان بمكرم الرّيّس، وغابت عنه النجمة جيهان الخماس.
وتعرض الجديد الجزء الـ11 من مسلسل "باب الحارة"، الذي يصوّر أوضاع المجتمع السّوريّ وتقلّب أحواله

مع اختلاف المراحل التّاريخيّة،  إضافة إلى دراما الخيانة "موجة غضب 2"، الذي تولّى إخراجه وإنتاجه  إيلي معلوف، وكتابته زينة عبد الرازق، وبطولته فادي إبراهيم، علي منيمنة، وداد جبور، فاديا طعمة، وجو صادر، وطوني مهنّا.

تعكس خيارات الشّاشات اللبنانية في رمضان صورةً أمينةً عن واقع البلاد المتردّي. وقد يهتمّ أهلها بمتابعة المسلسلات في شهر رمضان الكريم، آملين أن تسمح لهم بالخروج، ولو لفترة وجيزة، من أسر مسلسل القلق المصيريّ الدّائم.    

(*) شادي علاء الدين