Advertise here

اختفاء الضمير وانتشار الجشع

10 نيسان 2021 12:00:00 - آخر تحديث: 10 نيسان 2021 15:12:04

يعرف الضمير الإنساني بأنه مشاعر في نفوس البشر جميعاً، التي تقف إلى جانب المظلومين أو الضعفاء. أما الجشع فهو النزق المستمر الذي لا يمكن كبحه للحصول على الممتلكات، وخاصةً تلك ذات الطبيعة المادية. ونحن نعيش في زمنٍ بات فيه الضمير الإنساني شبه معدوم، وقد تكاثرت فيه الأنانية عند كثيرين، وتفاقمت الاوضاع منذ أن بدأت جائحة كورونا، التي استسلمت لها أقوى الدول في العالم وبرهنت عن مدى الضعف البشري أمامه.

 أما لبنان، فهو يعيش الويلات قبل جائحة كورونا جرّاء المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. وقد بلغت ذروتها مع انهيار العملة الوطنية مقابل سعر صرف الدولار الأميركي، وازدياد نسب البطالة والفقر إلى أكثر من 50 بالمئة عند الشعب اللبناني، حيث استشرى الفقر في كافة المناطق اللبنانية، ووقعت غالبية الناس تحت عبء الجوع... ومن المرجح أن ترتفع النسبة لأن معظم مسؤولي الدولة غائبين عن السمع، أو يعيشون في غير كوكب الأرض. أنانيّتهم، و إهمالهم، وفسادهم، يفوق الخيال، لدرجة أنهم نسَوا بأن شعبهم يموت من الجوع، وهم يريدون تقاسم الحصص، والثلث المعطل، أو "النصف زائد واحد"، و غيرها من الحجج السخيفة. 

لا يكفي هذا الشعب المقهور الفساد الذي يأكل الدولة، ثم يأتيهم جشع معظم كبار التجار، وذلك برفع الأسعار بشكلٍ جنوني على المواد الغذائية والأدوية وغيرها، حتى وصلت بهم الحال إلى تخزين المواد والسلع المدعومة بغية زيادة ربحهم. ومع الأسف بدأ الشعب يتهافت على شراء الأشياء المدعومة، ومعظم التجار لا يبيعون هذه المواد، أو بأغلب الأحيان يعطونهم آمالاً كاذبة. 

ألا يؤلمكم قلبكم عندما يأتي محتاج أو فقير، والذي تعذّب لقصدكم، وأنتم تعاملونه بسخط و دناءة؟ فمن آداب المعاملة أن تلاقي الفقير باحترام وتواضع، وأن تعامله بإنسانيتكم. فهو ليس مكسر عصا، ولا ينقصه كرامة أو حياء بل دار به الزمان. الفقير الذي تدوسونه اليوم بعجرفتكم سيدوسكم بحذائه يوم الحساب. 

في النهاية، على الدولة البدء بحلول جدية بعيداً عن المحسوبيات والمصالح الشخصية وإعطاء الأولوية لمعالجة الوضع الاقتصادي، وضبط سعر الدولار، وإعداد برامج مساعداتٍ للعائلات الأكثر فقراً خوفاً من الوقوع تحت وطأة عواقب لا تحمد عقباها.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".