Advertise here

لبنان "اللواء السليب" تحرر ولن يعود

21 آذار 2019 08:25:00 - آخر تحديث: 21 آذار 2019 14:55:58

في بداية محنة سورية مع نظامها العسكري – السياسي قبل تسع سنوات، كانت هناك جبهة سورية معارضة مدنية تتخذ صفة "الليبرالية"، وكانت تلك الجبهة تعوّل على حوار كان يدور بين موسكو وواشنطن للتوصل الى حل سياسي مدني يضع حداً للصراع الذي كان قد إنفجر بين الشعب والنظام، إنطلاقاً من مدينة درعا في الجنوب السوري.

وكانت تلك "الجبهة" مؤلفة من أساتذة جامعيين، وشخصيات ثقافية، وممثلي هيئات نقابية علمانية ترفد الثورة المسلحة التي انطلقت عفوياً، ثم راحت تتمدد في المدن والارياف فتنضم اليها قيادات وجماهير متطوعين، ولم يكن للثورة، بعد، ميثاق، أو برنامج، إنما كان هناك هتاف يدوّي في كل أنحاء سورية: ليسقط نظام الديكتاتور، ولتحيا سورية حرة، مدنية، ديموقراطية.

لكن ذلك الحوار الروسي – الاميركي لم يسفر عن اي توافق على ادنى حل ممكن لانقاذ سورية من الغرق في برك الدم والخراب، وقد تشرعت أبوابها أمام أخطر منظمات الموت، والتدمير، والتكفير، وهل كان هناك أدنى شك في أن تلك المنظمات كانت متمركزة خلف الحدود بانتظار نفير الهجوم على سورية، الشعب، والمدن، والتاريخ، والحضارات؟...

وهل يتذكر العالم مؤتمر جنيف ومسلسل دوراته، ومراسم حضور وفوده السورية الرسمية، النظامية، والشعبية الثورية، ووفود الدول الكبرى، وطواقم أجهزتها، والامناء العامين للأمم المتحدة، والموفدين المراقبين، وفرق الاعلاميين، والمراقبين.

وأين وفود الثورة السورية، وماذا بقي من برنامجها، ومن مذكرات مطالبها؟

وكيف توزعت ملايين النازحين، بدءاً من لبنان، والاردن، وتركيا، وشواطئ هذا الشرق العربي.

في الأمس الاول كان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط يستضيف مؤتمراً حول حقوق النازحين السوريين في لبنان وفي مختلف أقطار العالم، فلا حل لهذه الازمة الا باقرار "خطة وطنية شاملة" في شان عودتهم الى بلادهم، عودة آمنة وكريمة في إطار حل سياسي عادل تضمنه المرجعيات الدولية.

لا يخفى على المراقبين ان الوجود السوري في لبنان وأقطار الشتات يدعو الى التساؤل عن مستقبل سورية التي كانت قلعة العروبة، والنضال، والشهادة في وجه العدو الاسرائيلي...

فهذه البلاد الاصيلة في النضال والشهادة من أجل الحرية والكرامة باتت أخيراً بلاداً مشلعة بفضل نظامها العسكري المطبق على مقدراتها دولة، وشعباً منذ نحو نصف قرن.

قبل عقود من الزمن كانت اسرائيل تبني إستراتيجيتها العسكرية على قاعدة المواجهة مع سورية، لكنها منذ نحو نصف قرن، على الاقل، تحولت الجبهة السورية الشمالية منطقة "حدود آمنة".

أما على "الجبهة اللبنانية" فالحدود مفتوحة منذ زمن بعيد، وكأن لبنان هو "القطر السليب" من "سورية الأم" كما "لواء الاسكندرون" الذي سلبته تركيا من سورية، فصار لبنان "اللواء البديل"، لكنه خرج من الأسر منذ استشهاد رفيق الحريري، ولن يعود...