Advertise here

بين "نووي" الإمارات وشموع بيروت.. "ضيعانك يا لبنان"

07 نيسان 2021 08:25:37

في كل يوم يمرّ ندرك أكثر أننا لم نعد في عداد ركب التاريخ، لا بل أصبحنا نعيش على شرفة تكاد تسقط خارج الكوكب.

الخبر اليقين جاء هذه المرة من الإمارات العربية المتحدة، حيث بدأت محطة براكة للطاقة النووية السلمية انتاج الكهرباء، في خطوة هي الأولى من نوعها في العالم العربي.

نعم في الإمارات بدأوا بانتاج الكهرباء بالطاقة النووية، مع العلم أن التيار لديهم لا ينقطع على مدى الـ24 ساعة، ولا يبتزّ أصحاب المولدات هناك الشعب بالتقنين تارة وبالفاتورة الملغومة تارة أخرى. ففي دبي لا مواعيد ثابتة لانقطاع الكهرباء الساعة السادسة مساء أو الثانية عشرة ليلاً، كما يحصل في بيروت التي باتت تمضي لياليها على "الشمعة".

لن نحسد الإمارات على رحلة المريخ، فهم شعب يستحق كل الخير ويستحق التهنئة على قيادة سياسية تطير ببلدها الى أرقى مراكب الحضارة، ولكن نشفق أكثر على حالنا ونحن المبشَّرون بجهنم وبئس المصير، وبجائزة حكومية كبرى، هي أقصى طموحاتنا "إذا مش الاثنين الخميس".

لا نريد محطة نووية لتوليد الكهرباء، نريد بعض الضوء في عتمة مصيرنا، نريد أبسط حقوقنا وأقلّ واجبات دولة تجاه شعبها.

فهل من عاقل يصدّق أن لؤلؤة الشرق، هذا البلد الذي لا ينام سهراً وحبّا ومهرجانات، لا كهرباء فيه؟

هل من أحد يصدّق أن مليارات الدولارات دُفعت على القطاع، حيث استنفد أكثر من 40 مليار دولار من الموازنة العامة، وبلغت قيمة الخسائر على امتداد السنوات الـ25 المنصرمة أكثر من 80 ملياراً بسبب اعتماد نصف معامل الانتاج في لبنان على المازوت بدل الفيول أويل، ولا كهرباء بعد، في حين أن الامارات بلغت قيمة محطتها النووية هذه 24,4 مليار دولار فقط؟

محزن هذا الدرك الذي وصلنا اليه بعدما حلمت شعوب المنطقة بأسرها بأن تشبه يوماً بيروت.
المشهد كفيل أكثر من الكلمات بالتعبير عمّا وصلنا اليه، ومقدار الحسرة على البلد وأهل البلد.
بين "نووي" الإمارات وشموع بيروت... "ضيعانك يا لبنان".