Advertise here

الموقف الواضح

01 نيسان 2021 14:04:41 - آخر تحديث: 01 نيسان 2021 14:05:49

عندما لبّــى الزعيم الوطني وليد جنبلاط دعوة رئيس الجمهورية الى لقاء في قصــر بعبدا، قامت القيامة ولمّا تقعد بعد!! قامت قبل اللقاء. ولمّا تقعد بعده وكثيرون لم يكونوا على إطلاع على ما دار فيه علماً أن وليد بك كان واضحاً تمام الوضوح في تصريحه أمام الإعلام. ثلاثة أمور أساسية تمّ التأكيد عليها للخروج من المأزق وتدارك الإنهيار الكبير الخطير الذي نحن مقبلون عليه إذا لم نتمكن من تشكيل حكومة.
1 -  تعاون بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف آخذين بعين الاعتبار أن ليس ثمة غير الأخير اليوم وخاصة بعد تكليفه . 
2 -  لا ثلث معطلاً لأحد.
3 -  توسيع الحكومة على هذا الأساس للوصول الى حكومة من 24 وزيراً وتجاوز عدد الـ 18!! 
أين "الخطورة " أو "التجاوز" أو " التقلّب " أو "الإنقلاب" أو الذهاب الى "أحلاف جهنمية " رفضناها منذ بداية الحرب الأهلية ودفع المعلم كمال جنبلاط حياته ثمناً لموقفه، أو ابتعاداً عن وإساءة لمكّون كريم أساسي في البلد، وكل كلامنا ومواقفنا وممارساتنا منذ سنوات قائمة على ما يعانيه هذا المكوّن في المنطقة ، وما أصابه وأصابنا في لبنان، وعلى قاعدة ومبدأ أن لا أحد يستطيع إلغاء أحد، ولا يستطيع أحد تجاوز أحد أو كسره؟؟ 

أين الجريمة التي ارتكبت لتساق هذه الحملة من التحريض والاتهام في الكواليس وفي "نسنسات" "وهمسات  مخبرين"، "وبائعي مواقف غبّ الطلب " لم ننسها ويعرفها كل من لديه ذاكرة واعية وحية، ومزايدين في حقل العمل السياسي، وأصحاب التمنيات والتخيلات والتحليلات المبنية على أوهام ولمّا يتعلموا بعد من كل التجارب التي مررنا بها؟؟

نحن لم نعلن فكرة الـ 24 لأن الرئيس المكلف تمنى علينا ذلك ونزلنا عند رغبته. أبلغنا أصدقاء أوفياء. قلنا كلمتنا ومشينا. وهذا ما أبلغه وليد بك الى الجميع بتواضع "لقد فعلت ما عليّ" "وأتمنى الخروج من هذا المأزق ومواجهة مخاطر ما يجري في الشارع وما يهدّد مستقبل البلد وأهله"!!

من خارج الدائرة المحلية، صدرت مواقف معلنة لسفراء وممثلي هيئات دولية بعضها أيد موقف جنبلاط، أو تفهّم، والبعض الآخر دعا الى الذهاب الى حكومة في أسرع وقت، من روسيا، الى أميركا وفرنسا صاحبة المبادرة المتفق عليها " مبدئياً"، الى الأمم المتحدة وسفير المملكة العربية السعودية وسفراء آخرين . لبنان بحاجة الى حكومة على أساس المبادرة الفرنسية. لاحقاً يحكم على عملها. ولكن لا بد من إنقاذ البلد. ثمة بعض آخر، لم يكن مقتنعاً . 

السؤال: لماذا لم نسمع كلمة نقد، أو موقف، همساً أو علناً، من منتقدي جنبلاط، تعليقاً على هذه المواقف الصادرة عمّا يسمى "المجتمع الدولي"؟؟ وإذا كان المنتقدون "المنتفضون" "الثائرون" ضدنا لا يجرؤون على انتقاد رموز هذا المجتمع لأسباب كثيرة، فهل اعتقدوا أنهم بانتقادهم وليد بك ومواقفه يغيّرون المعادلات ويثبتون صوابية آدائهم وآرائهم ومواقفهم ويعزّزون حضورهم السياسي والشعبي؟؟

اليوم، كل النقاش في الدوائر والكواليس والجهود الجماعية التي أشار إليها السيد نصرالله والحركة التي يقوم بها الرئيس بري، والاتصالات الفرنسية المفتوحة مع الأطراف المعنية تتمحور حول ما طرحه وليد جنبلاط، وإذا، إذا كان ثمة أمل بولادة حكومة وهذا ما نتمناه فعلى قاعدته!!

قد يكون خرق. قد. قد. ليس ثمة شيئ محسوم إلا عندما تعلن التركيبة. ونأمل أن يحصل لأن للبنان واللبنانيين مصلحة فيه. ونحن لا ندّعي فضلاً في ذلك. قمنا ونقوم بواجبنا بما يمليه عليه ضميرنا ومن منطلق تجربتنا ومعرفتنا العميقة بالبلد وتوازناته وظروفه وما يحيط به، وقراءتنا لما يجري في المحيط والعالم ، على قدر حجمنا "المتواضع" وما يتسنّى لنا الإطلاع عليه. لا ننتمي الى أي جوقة من جوقات "الخفة" "والحقد" "والتسرّع" "والانفعال" "والتجبّر" "والتنمّر" "والتكبّر" "والإنطواء"...

نحن ننتمي الى مدرسة كمال جنبلاط وعلومها السياسية، والى قيادة وليد جنبلاط وتراكم خبراتها وتجاربها. موقفنا واضح، ثوابتنا راسخة، يدنا ممدودة  للتلاقي مع الأقربين. هذا تاريخنا، ومع الآخرين فهم شركاؤنا في البلد والمصير!!