انطلقت اليوم حملة التلقيح بمبادرة القطاع الخاص في مطار بيروت، لتلقيح جميع موظفي شركة طيران الشرق الأوسط، والعاملين في مطار بيروت، بلقاح سبوتنيك الروسي. وكانت حملة التلقيح للفئات العمرية بين 55 و65 عاماً، ولبعض فئات موظفي القطاع العام، انطلقت يوم أمس بلقاح استرازينيكا، بالتوازي مع انطلاق حملة التلقيح للفئات العمرية بين 75 و65 عاماً بلقاح فايزر في مطلع الشهر المقبل. ورغم أن عدد اللقاحات التي استخدمت إلى اليوم ما زال قليلاً، إلا أن مؤشرات فعالية حملة التلقيح بدأت تظهر. 

القطاع الصحي
يوم أمس لم يسجَّل أي إصابة في القطاع الصحي، الذي شهد انخفاضاً ملموساً في معدل الإصابات منذ نحو ثلاثة أسابيع. وترافق مع انخفاض عام بعدد الإصابات في اليومين السابقين. ورغم أن هذا الانخفاض مرتبط بانخفاض عدد الفحوص التي تجرى عادة خلال أيام عطلة الأسبوع ليومي السبت والأحد، إلا أن نسبة الفحوص الموجبة بدأت تتراجع ولو قليلاً. ويحصل هذا بالتوازي مع بدء خط المنحى الوبائي، المتمثل بعدد الإصابات اليومية، بالانحناء.  

نسب الوفيات
انطلقت حملة التلقيح في لبنان منذ شهر ونصف، ورغم بطئها، بدأت فعالية اللقاحات تبرز ولو بشكل طفيف، فقد غطت الحملة 2.8 في المئة من السكان بالجرعة الأولى، و1.5 في المئة بالجرعتين. 

طالت الحملة القطاع الصحي والمسنين الذين يفوق عمرهم 75 عاماً. وطوال العام الفائت مع جائحة كورونا، كانت هذه الفئة العمرية الأكثر عرضة للوفاة. فمن أصل 6136 وفاة حتى اليوم، سجلت الفئة العمرية التي تزيد عن 80 عاماً 2122 وفاة، والفئة العمرية التي تزيد عن 70 عاماً 1759 وفاة، أي ما يعادل نسبة 63 في المئة من مجمل الوفيات في لبنان. وقد شهد اليومان الفائتان انخفاضاً في عدد الوفيات بشكل عام، ومؤشرات وزارة الصحة تدل على أن انخفاض نسب الوفيات بين هذه الفئة العمرية بدأ بالظهور، خصوصاً أنها كانت مستهدفة في حملة التلقيح، التي بدأت توسّع الأولويات لتطال الفئات العمرية الأصغر سناً. وقد أصيب الكثير من كبار السن بكورونا بعد تلقي الجرعة الأولى. وقد لحظ تقرير التفتيش المركزي عدم حقن نحو 650 شخصاً بالجرعة الثانية، تبين أنهم أصيبوا بكورونا بسبب عدم التزام الإجراءات الوقائية. والمهم في المسألة أنه لم تسجل وفيات بينهم.  

نتائج جيدة
ووفق رئيسة دائرة الترصد الوبائي في وزارة الصحة، ندى غصن، بدأت نتائج حملة التلقيح تظهر ليس بشكل عام، بل حسب الفئات العمرية. وهناك تحسن ملحوظ في نسب الوفيات حسب الفئات العمرية بعد شهر ونصف على حملة التلقيح. وأكدت أن التقرير الذي سيصدر اليوم أو غداً عن وزارة الصحة سيشمل بيانات بهذا الشأن. 

وإذا كانت حملة التلقيح بدأت تعطي مفاعيل عامة على الوضع الوبائي، لفتت غصن إلى أنه من المبكر الحكم على هذه المسألة. هناك تحسن طفيف بشكل عام. لكن التحسن حسب الفئات العمرية بات واضحاً. وأكدت أن المواطنين سيلاحظون في التقرير الذي سيصدر أن هناك تحسناً كبيراً على مستوى الإصابات والوفيات، بين هذه الفئات العمرية، جراء حملة التلقيح. 

أعراض اللقاحات
أيضاً، وبعد مرور شهر ونصف على حملة التلقيح، لم يصدر أي تقرير حول الأعراض الجانبية التي تسجل بعد تلقي اللقاح، بينما جميع الدول تقوم بوضع تقارير أسبوعية في هذا الشأن. وهنا أوضحت غصن أنه يتم حالياً تقصي كل الأعراض، وخصوصاً القوية منها. لكن لا بيانات كافية بعد. وقد طلبت وزارة الصحة من وحدة اليقظة الدوائية إعداد تقارير أسبوعية تتضمن كل الأعراض. وتقوم الجامعة اللبنانية بجمع البيانات، وستبدأ الوزارة بوضع تقرير أسبوعي حول هذا المسألة كي يكون الرأي العام على إطلاع بكل التفاصيل.