Advertise here

حديفة: بعض الوزراء "فاتحين ع حسابن" وعندما يصل الأمر لرغيف الخبز يطالبون بتفسير الدستور

29 آذار 2021 15:27:00 - آخر تحديث: 29 آذار 2021 16:27:27

لفت مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي صالح حديفة إلى أن موقف رئيس الحزب وليد جنبلاط في الملف الحكومي واضح وهو قائم على التأكيد على ضرورة تأليف الحكومة الأمس قبل اليوم دون وجود الثلث المعطل الذي يعلن كل الأطراف رفضهم له، خصوصاً وأن المرحلة تقتضي التفكير بحكومة قادرة على الإنتاج لا معطّلة، مع الانفتاح على موضوع توسيع عدد الوزراء على قاعدة تسهيل التأليف.

وأشار حديفة في مقابلة على قناة الـ"أو تي في" إلى أن "التسوية تحتاج إلى طرفين، والمعنيان بملف تشكيل الحكومة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وفي حال توفرت الإرادة لديهما، سيكون الجميع وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري جاهزاً لتقديم الأفكار، وكذلك الأمر من جهتنا، لكن المطلوب توافر هذه الإرادة". 

وذكر حديفة انه "يجب أن ننطلق مما صدر عن الجميع في الشق الإيجابي من الكلام للبناء عليه، فتيار المستقبل في بيانه الأخير لم يأتِ على ذكر مسألة الـ18 وزيراً، كما أن رئيس الجمهرية يقول إنه لا يريد الثلث المعطّل والأمين العام لحزب الله يرفض فكرة الثلث أيضاً، وبالتالي يجب البناء على هذه المواقف". 

ورأى حديفة أن "التسوية كان يجب أن تتم منذ 6 أشهر، وسفراء الدول جميعهم في لبنان يتكلمون أيضا عن وجوب إنتاج هذه التسوية وأن يتم تشكيل حكومة تتبنى البرنامج الإصلاحي الذي تم وضعه وفق المبادرة الفرنسية، فخارطة الطريق واضحة، وإلّا فهذه الدول لن تلتفت إلى لبنان، وليقنعنا أحد بخيار آخر غير فكرة التسوية، لأن كل اللبنانيين يدفعون ثمن تأخر ولادة الحكومة".

وتابع حديفة: "رغم اختلاف المواقف والخلاف السياسي الذي لم ينتهِ بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الإشتراكي، لكن كان لنا جرأة القول إن التمترس وراء متاريس هذه المواقف لن يوصل إلى نتيجة، ومن هنا إنطلق جنبلاط في دعوته للانفتاح، وكانت دعوة له لزيارة بعبدا، فلبّاها على هذا الأساس".

وحذّر حديفة من أن "الأمور أسوأ بكثير مما نتوقع في حال لم يتم تشكيل الحكومة، ونحن قد بدأنا نلحظ مظاهر الفوضى في المحلات التجارية، كما والحوادث الأمنية، والسرقات. وفي هذا السياق، فإن جنبلاط يستدرك خطورة هذا الواقع ويرفع النداء، خصوصا وأنه على تماس يومي مع المواطن والحياة المعيشية".

وشدد حديفة على وجوب "إقتناص الفرصة من أجل إنتاج تسوية والتوجه نحو حكومة"، لكنه لفت إلى انه "حتى اللحظة ما من مؤشرات إيجابية، إلّا أن هناك بعض النقاط الإيجابية الحاصلة، ونتمنى أن يتلقف الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري ذلك لتشكيل الحكومة".

حديفة شدد على أن "التباين لا يلغي فرص التلاقي، بل العكس يجب إيجاد قناعة مشتركة، وأن تكون على قاعدة عدم إنكار الخلاف والبحث عن الحل، وليس على طريقة أنه عندما نتفق على أمر أو مصلحة ننسى كل الملفات الخلافية، ثم عندما نختلف نفتح هذه الملفات بوجه بعضنا البعض".

وردا على سؤال، ىأى حديفة أن "بكركي في غير وارد أن تكون طرفاً في الملف الحكومي، ومن هنا إنطلقت دعوة البطريرك بشارة الراعي للرئيسين ليتوافقا على الحكومة، لكن للأسف يبدو أن طرح البطريرك الراعي لمؤتمر الدولي كان سببه وصوله نحو إلى حائط مسدود في مساعيه المحلية".

ولفت حديفة إلى "ضرورة أن تكون الشراكة الوطنية والإنتاج قاعدتي البحث في التأليف، لكن الموضوع أكبر من موضوع التسمية، بل يكمن الجوهر فالبلاد تتلاشى في حال لم يتم تشكيل حكومةٍ".

وردا على سؤال، ذكّر حديفة بأن "الموضوع يتعلق بمبادرة تشمل كل الأطراف السياسية، وجنبلاط تحدث عن المنطق الإنفتاحي مع كل القوى، فالتسوية يجب أن تشمل الجميع، ومن هنا يأتي التواصل مع الحزب الديمقراطي والنائب طلال ارسلان، وقد جرى لقاء بينه وجنبلاط، كما وأن التواصل قائم مع الوزير السابق وئام وهاب ومختلف الأطراف السياسية وكذلك حركة أمل وحزب الله، ومنفتحون على الجميع". 

ونبّه حديفة من أن "الفوضى في الأمن الغذائي والمعيشي والاجتماعي متى حصلت مستحيل ضبطها، وفي هذا الإطار، الجبل غير معزول عن لبنان، بل يعاني الواقع الإجتماعي والإقتصادي والصحي نفسه". 

وعن إقرار قانون إسترداد الأموال المنهوبة في مجلس النواب، لفت حديفة إلى "أننا منفتحون على أي شيء في إطار مكافحة الفساد، لكن منذ فترة تم إقرار التدقيق الجنائي في مختلف إدارات الدولة، فلماذا لم يبدأ التدقيق بعد؟ الفريق الموجود في السلطة ورئيس الحكومة حسان دياب قال يريد التحقيق في مالية الدولة فمن يمنعه؟ يتم إقرار القوانين من ثم وضعها في الأدراج". 
 
وفي ملف الكهرباء، إعتبر حديفة أن "مقاربة هذا الملف كان يجب ان تتم بطريقة مختلفة، إذ كان يجب علاج جذري وليس إستخدام "المسكنات"، الأجدى معالجة نهائية، فمن غير المقبول الإستمرار في إقرار السلفات لمؤسسة كهرباء لبنان بدل الذهاب الى المناقصات المطلوبة في هذا المجال". 

وردًا على سؤال، لفت حديفة إلى أنه "ليس المطلوب تفعيل حكومة تصريف الأعمال، بل القيام بدورها كـ"تصريف الأعمال"، فموضوع ترشيد الدعم ضرورة قصوى ومن أولويات الأعمال"، مستغرباً كيف أن "كل وزير بتصريف الأعمال يتصرف كما يشاء داخل كل وزارة وبعضهم "فاتحين ع حسابن"، ثم حينما يتعلق القرار برغيف الخبز ومعيشة المواطنين، يطالبون بتفسير الدستور". وأضاف: "ترشيد الدعم لا يحتمل إنتظار الحكومة المقبلة، ووزير الإقتصاد يصدر يوميا قرارات متعلقة بسلة الغذاء، فلماذا لا يتم إقرار آلية لترشيد الدعم الذي يستفيد حاليا منه التجار والمهربون؟ الحقيقة أن الحكومة الحالية تعتبر ترشيد الدعم أمراً غير شعبوي، لكنهم لا يدركون أن المواطن سيلمس الفرق خلال مهلة قصيرة، هناك عددٌ من المواد الأساسية التي تعتبر قاعدة الهرم الغذائي، ويجب إبقاء الدعم عليها بدرجة مقبولة، أما السلة الواسعة التي يستفيد منها التاجر ويتلاعبون بأسعارها فيجب أن يتوقف عنها الدعم وتستبدل بالبطاقة التي تدعم الفقراء والعائلات المحتاجة مباشرة"، مشيراً إلى أنه "من الأفضل إعطاء المواطنين مبلغ الدعم المباشر بالدولار، لأنهم سيستفيدون منه أكثر، ويرتد إيجابا على الإقتصاد اللبناني". 

وردا على سؤال أشار حديفة إلى أن "العلاقة مع القوات اللبنانية تنطلق من الإنفتاح على الجميع رغم التباين معهم على ملف إجراء الإنتخابات النيابية وفق قانون الإنتخاب الحالي، لدينا موقفنا ولم نغيره، لأن القانون الحالي سينتج نفس المجلس النيابي مع فوارق قليلة، كما أننا لا نرى في الوقت الحالي خريطة واضحة للتحالفات السياسية، والأولوية الراهنة للوضع المعيشي وتأليف حكومة".

وختم حديفة مؤكدا أن "التلقيح هو العلاج الوحيد لفيروس كورونا مع التزام تدابير الوقاية"، ودعا للتسجيل عبر المنصة لأخذ اللقاح، مطالبا الحكومة بعدم إدخال عملية التطعيم "بالتجاذب السياسي، وأن تكون وزارة الصحة قادرة على ضبط هذا الأمر".