Advertise here

كلمة وفاء في رحيل سلمان نصر

27 آذار 2021 12:13:20

رحل فارس التربية، الرفيق سلمان نصر، مع تفتّح هذا الربيع، وسقطت فيه زهرة الرمان من بستان النضال الأدبي والتربوي...

وفي رحيله نذرف دمعة الوفاء، والإخلاص، والمحبة لفقدان شعلة تربوية مضيئة ومفعمةً بالنضال والإيمان والالتزام محصنةً بالشعلة التقدمية الإشتراكية المتّقدة دوماً بتراكم الخلّص من الرفاق المشهود لهم بالكرامة، والمروءة، والوفاء، أمثال الرفيق سلمان نصر الذي تحلّى بمسيرته منذ السبعينيات (من القرن الماضي)،   وتخلّق بالمبادىء التقدمية، ومارس قولاً وفعلاً تلك المبادىء بروحية إنسانية صادقة...

فالمجد والخلود لأبطال تلك المسيرة، ومعاً نودّع الرفيق سلمان نصر رفيقاً، ومريداً وفياً مخلصاً، أميناً مكافحاً، وتربوياً، ملتزماً المحبة والإخلاص معتمداً على نفسٍ أبيةٍ محصّنةٍ بحب المسؤولية، ومعطاءةٍ في الحقل التربوي، وشاعراً وجدانياً غنياً بالمعنى والتوجّه، ومساهماً في فكره وتجربته بالتنشئة الوطنية والإرشاد السياسي، لأنّ التربية وبناءها يمثّلان بعضاً من شخصه، ومرحلة غنية في حياته. أما نضاله التقدمي الإشتراكي، فكان الأبرز في أوجه نشاطه المتنوّع، أدباً وفكراً وقلماً. ونتلمّس هذا في سوانح أفكاره الثقافية الملتزمة.

نودّعك اليوم يا رفيق سلمان بحرقةٍ وألم في رحلة الموت هذه، بل في رحلة الحياة المتجدّدة، وستبقى حياً في الذاكرة، وفي ما تركتَ من لوحاتٍ شعريةٍ وأدبيةٍ غزيرة، حيث كنتَ خصب القريحة وبارعاً في قلمك وريشتك، وستبقى مقيماً في أدبك وتراثك التربوي، وساكناً في الصفحة الثقافية والأدبية عنواناً ومثالاً. 

وأخيراً، أقول لك في لحظة الفراق والوداع الأخير كلمةً دامعةً من القلب إلى القلب، وأنت المسافر في رحلة الموت، طوبى لك، وستبقى واحة عطاء،  وزهرة رمّان تزهر دوماً حقاً وخيراً وسلاماً على مائدتك التربوية الغنية، ولتبقى في الذاكرة والوجدان إرثاً معرفياً، وفكرياً، وأدبياً إنسانياً لا يموت ولا يترك الميدان، فرحمة الله عليك ووداعاً يا رفيق سلمان نصر، فقد عشقت المعلّم، وكنتَ معلماً ورايةً تبقى حيةً في حلبة صراع الحياة، وتبقى براعماً واعدة تتفتّح في كل ربيع شعراً وزهر رمان، وأدب حياة وسلام، وفرحَ عطاءٍ أبدي...

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".