Advertise here

فلسطين ليست قضية عقارية

25 آذار 2021 20:13:36

لا تتوقف الإدارة الأميركية عن إعلان التزامها بضمان أمن اسرائيل وتفوّقها الاستراتيجي في المنطقة، وبالخطوات التي أيدتها إدارة ترامب السابقة لناحية: اسرائيل دولة يهودية وعاصمتها الأبدية القدس الموحدة. وتؤكد في الوقت ذاته أنها مع حل الدولتين. وينبغي أن يلتزم الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي بعدم الإقدام على خطوات أحادية الجانب. مسكين الفلسطيني ماذا يفعل؟؟ أي إجراء اتخذه من جانب واحد شكل تهديداً للقرارات الدولية وانتهاكاً لحقوق الانسان وانحرافات عن "مسارات السلام الموعودة"؟؟ في مقابل استمرار اسرائيل في استباحة كل شيء. الأرض. القرارات الدولية. حقوق الانسان. والتصرف على اساس دولة "مارقة" "فالتة". يحق لها ما لا يحق لغيرها ليس في المنطقة فحسب بل في العالم كله دون اي مبالغة في ذلك. في القدس تريد اجتياح حي الشيخ جراح. 500 مقدسي مهددون بخطر نكبة جديدة. 28 عائلة مهددة بالإجلاء القسري في الحي. 7 عائلات من أصل 87 عائلة مهددة بالمصير ذاته في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، إضافة الى الاستعداد لمباشرة هدم 119 منزلاً في حي البستان، وتجاهل كل النداءات الصادرة عن منظمات وهيئات دولية.

اسرائيل تستمر في سياسة التطهير العرقي. وترتكب جرائم حرب. جرائم ضد الإنسانية. وفي الوقت ذاته تشن حرباً ضد المحكمة الجنائية الدولية لأنها تريد النظر في شكاوى الفلسطينيين وتدعمها في ذلك الولايات المتحدة. ويجول رئيس كيان الإرهاب رؤوفين ريفلين ورئيس أركانه كوخافي في كل من فرنسا والمانيا والنمسا للتحريض على المحكمة وإسقاط صلاحياتها. 

منذ مطلع العام الحالي تمّ الهدم القسري لما يقرب من 227 مبنى فلسطيني. بما في ذلك 93 منزلاً ممولاً من المانحين، ما أدى الى تشريد نحو 200 طفل وثمة 53 مدرسة مهددة بالإقفال. وإعتقال الأطفال وتعذيبهم مستمر. هل جاءت هذه الممارسات الإرهابية نتيجة اتفاقات مشتركة مع الفلسطينيين أم أنها "إجراءات" من جانب واحد تنفذها اسرائيل؟؟ هل سمعت الولايات المتحدة بها؟؟ هل قرأت الرسائل الموجهة اليها والى المنظمات الدولية المعنية؟؟ أين الالتزام الأخلاقي والصدقية برفض الإجراءات أحادية الجانب؟؟ وهل بمثل هذه السياسة يمكن ان يكون حل قائم على أساس "الدولتين" وان يحلّ السلام والأمن والاستقرار في المنطقة؟؟ ما الفرق بين "الإدارة الجديدة القديمة" وإدارة الرئيس السيئ الذكر دونالد ترامب إذا لم يكن موقف واضح عملي يوقف الإرهاب الاسـرائيلي المفتوح في وقت يتسابق المسؤولون الأميركيون على إعلان أنهم الأكثر "صدقاً" "والتزاماً" "ووفاءً" "وضماناً" لتفوق اسرائيل؟؟ ماذا عن فلسطين، وقضيتها، وحق شعبها في الحياة الكريمة؟؟

لقد خرج منذ أيام "التافه" "الأمي" "الجاهل" السيئ مثل عمه، جاريد كوشنير صهر ومستشار ترامب ليقول: "واحد من الأسباب التي جعلت النزاع العربي – الاسرائيلي مستمراً لوقت طويل هي أسطورة أنه يمكن حلّه عندما تحل اسرائيل والفلسطينيون خلافاتهم ولم تكن هذه القاعدة أبداً، النزاع ليس أكثر من خلاف عقاري بين بعضهم ويجب ألا يمنع علاقات اسرائيل مع بقية العالم العربي. سيتم حلّه في النهاية عندما يتفق الطرفان على خط حدود عشوائي!! إن الهزّة الجيو سياسية التي بدأت باتفاقات ابراهام لم تنته وأكثر من 130 الف اسرائيلي زاروا دبي منذ أن استأنف الرئيس ترامب حفلة توقيع اتفاقات السلام في ايلول 2020، وفتح خط الطيران الأول في آب وازدهرت علاقات حميمة وانتظر لحين فتح خطوط الطيران المباشر بين اسرائيل والمغرب". 

هذا "العشوائي الجاهل" الذي قال ذات يوم أنه "تعرّف الى الشرق الأوسط خلال 10 دقائق" عندما كان ينتظر في المطار رحلته التي ستقله في إجازة مع العائلة الى إحدى الدول وكان يشاهد التلفزيون. هذه هي معرفته. وثقافته. أما عمه فحدّث ولا حرج. هكذا يعتبر أن الحدود هي "خط عشوائي". وحتى هذا لا يحصل عليه الفلسطينيون المحتلة أرضهم. وأن القضية "عقارية"!!

والعرب تائهون. غائبـون. غارقـــون في أوهامهم أن اتفاقات ابراهام هي خشبة خلاصهم!! أما بيس ليفين كاتبة في مجلة Vanity Fair   الأميركية فقالت: "كوشنير يعمل على ما يبدو مندوب طيران منذ خروجه من البيت الأبيض في ك2. 

واقترح أن حل النزاع العربي الاسرائيلي هو في القدرة على زيارة دبي. لو فاز ترامب بولاية ثانية فيمكن المراهنة أن جاريد الشاب كان قادراً على حل النزاع من خلال صبر الفلسطينيين ومنح كل واحد منهم بيتاً من غرفتين وحمامين وعقد حرّ لمدة 12 شهراً!! فما هو رأي العرب الواهمين؟؟

رغم كل همومنا ومخاطر ما يواجهنا في لبنان تبقى فلسطين قبلتنا. أمانتنا. قضيتنا. أول همومنا واهتماماتنا. قضيتها ليست "عقارية". "وحدود عشوائية". هي حق راسخ ثابت. أرض الرسالات. وحق شعب لا يموت. وإذا كنا في "نظام التفاهة" العالمي، نرى في مراكز القرار أمثال ترامب وكوشنير، والصغار هنا وهناك ونعيش أياماً سـوداء، فهذا لا يكرّس إرهاباً وعنصرية وتطهيراً عرقياً ولا يحوّله الى حق تاريخي، وخياراً تفرضه جهة بشكل أحادي!!