Advertise here

تباين بين حزب الله وحركة أمل.. هجوم ورَد

23 آذار 2021 15:58:45

على طريق تشكيل الحكومة الذي يبدو سيطول، تصدّعت العلاقات بين القوى السياسية كلّها. لكن بعد ان كانت أبرز ضحايا هذا الاهتزاز، التسوية الرئاسية التي جمعت بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، سُجّلت في الايام الماضية، علامة فارقة نافرة تكاد تكون الاولى من نوعها، تمثّلت في فتور اصاب الاجواء بين الثنائي الاصلب في لبنان، حزب الله وحركة امل.

الخميس الماضي، غمز الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من قناة الرئيس نبيه بري ودعم الاخير لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة. ففي معرض حديثه عن مسألة ارتفاع سعر الدولار، محملاً المسؤولية في شكل مباشر إلى حاكم مصرف لبنان الذي "يتحمل مسؤولية كبرى في الحفاظ على سعر الليرة اللبنانية"، ذكّر نصر الله بفترة النقاش الذي دار في شأن عزل سلامة. كما ذكّر بأن الرئيس بري (لم يسمّه، بل وصفه بـ"مَن نثق برأيه")، كان هو أحد الذين أعاقوا عزل سلامة، بحجة أن الدولار سيصل عندها إلى عشرة آلاف و15 ألف ليرة، وهو ما صار واقعاً...

وفي حين يُعتبر الرئيس بري من الداعمين الاوائل سياسيا، لطروحات الرئيس المكلف سعد الحريري الحكومية، فتتمسّك عين التينة بالمبادرة الفرنسية وبحكومة اختصاصيين، ذهب نصرالله الخميس في اتجاه معاكس ايضا، مطالبا بتكنو – سياسية.

اما أمس، وعلى وقع ما قالته الضاحية، فكرّرت حركة امل مواقفها الحكومية، من دون ان "تبدّل فيها تبديلا"، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، في إصرار يمكن وضعُه في خانة "الرد" على التصويب على بري "مصرفيا".. فقد جدّد المكتب السياسي لحركة امل اثر اجتماعه الاسبوعي، مطالبته بالاسراع بتشكيل حكومة إختصاصيين غير حزبيين وفق ما تم التوافق عليه في المبادرة الفرنسية بعيدا من منطق الأعداد والحصص المعطلة وتحوز ثقة المجلس النيابي وكتله، وتكون قادرة وبسرعة على إطلاق ورشة الاصلاح الاقتصادي والمالي والنقدي، ولديها القدرة على إعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم، وتعزيز علاقات لبنان الخارجية ومع المؤسسات الدولية، وإدارة حوار بناء ومسؤول لإعداد حفظ الخروج من الازمة.

التفاوت في وجهات النظر بين ركني الثنائي الشيعي، والتباعد بينهما، لم يبلغ يوما هذا الحجم، تضيف المصادر، والأدق انه لم يخرج يوما الى العلن بهذه الصورة. فهل يؤسس لطلاق بينهما؟ قطعا لا، تجيب المصادر. واذ توضح ان في هذه الخانة، تصب الاتصالات التي نشطت في الساعات الماضية بين الضاحية وعين التينة لتنظيم الخلاف وحصر مفاعيله سريعا- وقد جمع ابرزها مساء النائب علي حسن خليل وحسين الخليل ووفيق صفا وأحمد بعلبكي - تشير المصادر الى ان سبب هذا النفور هو "الفريق الرئاسي".

فحزب الله أقرب الى دعم وجهة نظر حليفه، منه الى وجهة نظر الرئيس الحريري، لاسباب اقليمية حيث التأخير في التشكيل حاجة ايرانية، ولاسباب "اخلاقية" بعد ان تمت معاقبة النائب جبران باسيل اميركيا لتحالفه مع حزب الله... بينما عين التينة، في المقابل، تفضّل، في ضوء الكيمياء المفقودة تاريخيا بينها وبين بعبدا وميرنا الشالوحي (وقد خرجت مسيرات درّاجة لمناصري الحركة، من الضاحية متّجهة الى القصر منذ ايام، لم تعجب الحزبَ على ما يبدو) تفضّل الاصطفافَ في خندق بيت الوسط، خاصة وان الاخير أمّن لها حقيبة المال وثبّتها من حصة "أمل".

هناك تباين اذا بين الطرفين - ويجوز ان يكون توزيع ادوار لا اكثر لإمساك لعبة التشكيل من طرفيها - لكن من الباكر "تضخيمه". فالجرّة لن تنكسر بين الحزب والحركة، والاخيرة لن تنتقل قريبا الى موقع المطالبين بتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية، وبعدم جرّه الى الخندق الايراني وبإعادته الى حضن الاسرة العربية. وما لم يحصل ذلك، فان كل التباينات بين الفريقين تبقى واهية وشكليّة، لا اكثر، تختم المصادر.