Advertise here

لقاء لمفوضية الثقافة وجريدة "الأنبـاء" مع الصحافي عطالله: يوم غاب كمال جنبلاط سقط أعلى هرم ثقافي في سياسات لبنان

23 آذار 2021 13:33:00 - آخر تحديث: 23 آذار 2021 14:02:19

لمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لاستشهاد المعلّم كمال جنبلاط، نظّمت مفوضية الثقافة، وجريدة "الأنباء الإلكترونية" لقاءً سياسياً عبر تطبيق "zoom" مع الكاتب والصحفي سمير عطالله، تحت عنوان "كمال جنبلاط كما عرفته" بمشاركة عضو اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب، مفوض الثقافة فوزي أبو ذياب، رئيس تحرير الجريدة مفوض الإعلام في الحزب صالح حديفة، ومدير التحرير سامر أبو المنى، بالاضافة الى عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية والحزبية والنقابية. 


  
ابو ذياب 

 بدايةً رحّب ابو ذياب بالمشاركين، لافتاً الى أن اللقاء مع عطالله هو للعودة بالذاكرة إلى زمن كمال جنبلاط، والذي عرفه عن قرب، علّنا نستخلص العِبر لحل الأحجية التي  نتخبّط بها، وندور في حلقتها المفرغة.

 

عطالله

ثم استهلّ عطالله كلامه بتعريف السياسيين على أنهم، في أكثرهم، قومٌ على عجلة من أمرهم، ولا يقرأون سوى الصحف، ولا تعنيهم الثقافة لأنها العمق والأناة والتأمل، وهي لا تنتج مالاً ولا تدر ثروة. ولذا يتطلعون إليها على أنها ترفٌ غير ضروري. إلّا أن المعلّم كمال جنبلاط كان نقيض جميع القواعد السائدة في السياسة اللبنانية، كونه تركَ الزعامة التقليدية ليبدأ، ولأول مرّة في تاريخ لبنان، في عملية السعي في سبيل الحياة الاشتراكية. 

ولفتَ عطالله إلى أنّه في حين اكتفى معظم السياسيين، واللبنانيين في ذلك الوقت، بالنهل من ثقافةٍ واحدةٍ وهي الفرنسية، تجاوز كمال جنبلاط جميع العرب في طلب الثقافات، وشغف الحضارات، وتفرّد في التعمّق بحضارات الشرق والفلسفات الهندية، متجاوزاً العاديات في العلم والحياة إلى النيرفانا والتصوّف، والتمسّك بالمعرفة فأصبح غصناً من أغصان شجرة المعرفة بكل فروعها، وكان محلقاً في عالمه، وواقعياً في عالمنا.

وأشار إلى أن المعلّم الشهيد جمع بين العمل من أجل الناس في خضم السياسة وغيرها، وبين التسامي الروحي والفكري والشاعري، فهو كان يحلم بشيء من طاغور وغاندي، لكنه رأى نفسه مضطراً إلى اختيار سبيل نهرو في السياسة الواقعية.

وشدّد عطالله على أنه لم يكن للمعلم كمال جنبلاط ندٌ ولا رديف، فقد أدهش الشعوب والأمم، ومنحه الكرملين وشاح لينين، وأُعجب به الفرنسيون كونه علمٌ من أعلام الفرنكوفونية، كما أحبّه عبد الناصر، وأُعجب به الحبيب بورقيبة.

وختم عطالله بالقول: عاش كمال جنبلاط عمراً متضاعف الحيوات، زعيماً، ومفكراً، وكاتباً، وشاعراً، ووطنياً، ومروِّضاً لطبائع البشر. ويوم غاب سقط أعلى هرمٍ ثقافي في سياسات لبنان.

 

حوار ومداخلات
ورداً على أسئلة أبي المنى ومداخلات المشاركين، قال عطالله إنّ ما جذبه نحو كمال جنبلاط هو شخصيّته الفكرية، واهتماماته التي تجاوزت اهتمامات الناس والمثقفين آنذاك، وأنّه كان بالنسبة إليه الزعيم الروحي الذي التقى معه في درب القومية والاشتراكية، والوقوف ضد الإقطاع والانفتاح على العالم.

واعتبر عطالله أنّ ما ميّز كمال جنبلاط هو أنّه عرف لبنان، وأحاط نفسه بألمع الناس. وتطرّق أيضاً لإعجاب الملوك والرؤساء العرب، والأدباء الأجانب بشخصية كمال جنبلاط.

وشدّد عطالله على أنّ الصحافة كانت جزءاً من رؤية المعلّم الذي كان مؤمناً بأثر الكلمة والإعلام، فأسّس جريدة الأنباء لدعم أفكاره، وحزبه، ومبادئه السياسية.

ودعا عطالله إلى ضرورة إحياء فكر كمال جنبلاط من خلال حثّ المعنيين على إدراج كتاباته وتاريخه في المناهج التعليمية.