نعى الإتحاد النسائي التقدمي الكاتبة النسوية الشهيرة، الراحلة نوال السعداوي، في بيان قال فيه:
"برحيل نوال السعداوي، خسر العالم العربي وجه ثورته النسوية الأكثر إنسانية. لم تكن نوال السعداوي ثائرة من أجل المرأة فحسب، بل من أجل الإنسان. هي التي حطّمت كل القيود وفضحت التابوهات في الدين والسياسة والاقتصاد والإجتماع، ناقضة كل الشرائع والعادات والتقاليد من أجل هدف واحد هو الحرية والعدالة والمساواة.
برحيل نوال السعداوي خسرنا كنسويّات أمّنا في النضال، أمّنا في الجرأة والإقدام والمثابرة، أمّنا في الوعي النسوي المتقدّم، وخسرنا أم أفكارنا النابضة بالحكمة فوق كل اعتبار!
وبرحيلها تكرّس شهر آذار يتيماً حزيناً بغصّتيْن ستظلّان تحفران في جرحنا التقدمي إلى الأبد. غصّة رحيل نوال السعداوي في عيد الأم مخلّفةً لأمهات العالم أجمل الوصايا وحلماً بالتحرّر، وغصّة رحيل أبَ الإنسانية المعلّم كمال جنبلاط في الشهر نفسه، مخلّفاً للإنسانية خارطة طريق تقدمية لتكسير كل القيود من أجل الإنسان.
لن نقول وداعاً نوال السعداوي، سنقول إلى اللقاء في ميادين الثورة، ثورة الإنسان على الجهل والتعصّب والإستغباء والتبعية.. وثورة المرأة على الذكورية والأنظمة الأبوية والشرائع الرجعيّة والتقاليد البالية.
إلى اللقاء يا أمّنا .. وكما نقول لأبينا كل يوم "ستبقى فينا وتنتصر"، نقول لك اليوم وكل يوم: ستبقين حيّةً فينا إلى أبد الآبدين .. وستنتصرين!".