Advertise here

لبنان ملتزم معايير الضمان العلمية والعالمية لأسترازينيكا.. اللقاح يبقى الأمل الوحيد

19 آذار 2021 13:04:45

علّقت العديد من الدول استخدام لقاح أسترازينيكا بعد العوارض التي ظهرت على بعض الأشخاص من تجلطات في الدم ووفيات في النمسا تحديداً. وقد كان من المتوقّع أن تصل إلى لبنان الدفعة الأولى من هذا اللقاح منتصف الشهر الحالي، قبل أن يعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن تريّث الوزارة وتوقف الشركة المصنعة عن تسليمه. ومع بروز هذه التطورات تزايدت المخاوف من تلقي هذا اللقاح تحديداً. 
 
تؤكّد وزارة الصحة أن لبنان لن يُدخل أيّ لقاح إذا لم يحصل على ترخيص منظمة الصحة العالمية ما يثبت أنه آمن وفعال. وسيُبنى دخول هذا اللقاح من عدم دخوله على الرأي العلمي للمنظمة. وتقول مديرة الرعاية الصحية والتلقيح في وزارة الصحة العامة رندا حمادة لـ"الأنباء الإلكترونية": "لقاح أسترازينيكا لا يأتي إلى لبنان عبر اتفاق مباشر مع الشركة إنّما لأنّنا جزء من منصة كوفاكس العالمية التي تضمن عدالة توزيع اللقاحات على دول العالم، ولذلك بيننا وبين أسترازينيكا منصة كوفاكس التي لا تتعاطى بأيّ لقاح إلا إذا كان مضموناً ومعترفاً به عالميًّا وعلميًّا والمحكومة من قبل منظمة الصحة العالمية". 

الاشارات الايجابية حول اللقاح عادت، "الاتحاد الأوروبي" طمأن مجددا حول فعاليته، دول عدة عادت وأعلنت الاستمرار باستخدامه ومنها بريطانيا وايطاليا، "الصحة العالمية" أوصت باستكمال التلقيح لأن الفوائد أكثر بكثير من أعراض اللقاح الجانبية، هنا يشرح عضو لجنة كورونا المركزية نزيه بو شاهين في حديث لـ"الأنباء" أنه "من أصل 17 مليون شخص أخذوا لقاح استرازينيكا سُجّلت حوالى 30 حالة تجلط فقط"، ويسأل "ماذا كان حدث لو لم يتلقح هؤلاء الـ17 مليون؟! لكان تفشى كورونا أكثر وظهرت سلالات وطفرات جديدة أكثر انتشاراً". 
ويقول بو شاهين: "بريطانيا قامت إلى جانب شركة أسترازينيكا ببحث وخلص إلى أنّ نسبة التجلط لم تكن لدى الأشخاص الذين أخذوا اللقاح أكثر من الأشخاص العاديين، ما يعني أن اللقاح ليس السبب بذلك". كذلك تشير حمادة إلى أنّنا "ننسى في وجود كورونا أنّ أمراضاً أخرى موجودة أيضاً، ويحصل سنويًّا حول العالم وفيات جراء الأمراض القلبية والوعائية ما يساوي 17 مليون حالة. وحتى الآن العلم يقول إن ما حدث تزامن غير مترابط علميًّا بين الوفات أو الجلطات وأخذ اللقاح". 

إذاً لم يبرز أي رابط علميّ بين أخذ لقاح أسترازينيكا والجلطات التي حصلت، فما هي خطة وزارة الصحة وماذا سيحصل في حال بروز أي عوارض لدى أشخاص في لبنان بعد تلقيهم اللقاح؟ 

تجيب حمادة: "خطة وزارة الصحة هي أن تعتمد على معطيات علمية من منظمة الصحة العالمية وألا تسمح بوجود أي شائبة في ما يخصّ اللقاح وأن نقوم بتوعية كبيرة حول الموضوع كي يدرك المواطنون أنّ خطر الإصابة بكورونا أكبر بكثير من اللقاح الذي سيبقى الوسيلة الوحيدة للحماية من الأمراض". وفي حال ظهور أي عوارض على مريض تلقى اللقاح في لبنان، تقول: "لدينا نظام لرصد هذه العوارض من ضمن المراكز التي تقوم بالتلقيح ولا نتوقّع أن يحصل أيّ مشكلة ولكن في حال حصول أيّ شيء سيتمّ درس الحالة واقتراح التعويض اللازم على المريض أو أهله".

اللقاحات أملنا الوحيد، ولا تزال خشبة الخلاص الوحيدة. وقد أظهرت الدراسات أنّ البلدان التي تقدّمت بنسبة تلقيح سكّانها انخفضت فيها نسب الدخول إلى المستشفيات بحوالي الـ80 في المئة وكذلك انخفضت نسبة الوفيات بحوالى الـ86 في المئة. وبما أنّ الصحة العالمية أوصت باستكمال استخدام اللقاح، ولم يظهر أي رابط علمي حتى الآن بين تلقيه وبين العوارض التي ظهرت، يكون فعلاً لا داعي للهلع!