برزت الجهود الروسية مؤخرًا على الساحة اللبنانية، لا سيما بعد اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، خلال زيارة عمل قام بها لافروف إلى أبو ظبي، وزيارة وفد من "حزب الله" برئاسة النائب محمد رعد إلى موسكو.
وترى روسيا أنّ لبنان، الذي يتمتّع بموقع استراتيجي على البحر المتوسط، هو امتداد مهم لمصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، بحسب ما كتبته آنا بورشيفسكايا وهي باحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومؤلفة كتاب بعنوان "حرب بوتين في سوريا: السياسة الخارجية الروسية وثمن الغياب الأميركي"، في مقال نشرته مجلة "ناشيونال انترست".
وأشارت الكاتبة إلى أنّ الزيارة الأولى لوفد من "حزب الله" إلى موسكو حصلت في تشرين الأول 2011، وجاءت بناءً على دعوة من الجانب الروسي. وحينذاك، لم تُعلن تفاصيل كثيرة عن الزيارة، لكنّ الحزب أراد تعزيز التعاون في القضايا التي تحظى باهتمام الجانبين. وأضافت الكاتبة أنّ موسكو دعمت الحزب في حرب تموز 2006، كجزء من جهودها لتحسين العلاقات الروسية مع طهران.
وأضافت أنّ التدخل السريع لبوتين في سوريا، قد يكون مخططًا خلال زيارة قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لموسكو في تموز 2015، عندما كشف عن خريطة تظهر أنّ الرئيس السوري بشار الأسد كان في خطر السقوط. ثم عمّقت موسكو تعاونها مع إيران وحزب الله في سوريا.
واعتبرت الكاتبة أنّ لبنان الذي يقبع في أزمة ليس أمرًا سيئًا بالنسبة موسكو في هذا الوقت الذي لم يتمكن فيه المتظاهرون من التوصّل إلى الإصلاح الذي يصبون إليه، ومن غير الواضح بعد الضغط الذي يريد أن يقوم به الغرب في ملف المحادثات النووية المقبلة مع إيران.