معلّمي، كم نفتقدُ لشخصٍ مثلك. كم نفتقد لهامةٍ وطنيّةٍ كانت دوماً تسعى لصلاح النفوس، وإصلاح لبنان.
اشتقنا لكَ معلّمي. كم نحنُ بحاجةٍ لك في هذا الظّرف العصيب. لقد دمّروا وطني يا معلّمي. لقد غرّتهم مصالحهم. سرقوا، ونهبوا، ودمّروا شريان بيروت، وآهٍ كم هي حزينة بيروت.
يعيش بلدنا اليوم حالة حزن، ذكرى يتشوّق فيها اللبنانيون لكبار الرجالات والمفكّرين الّذين كان همّهم الوحيد إبعاد لبنان عن مصالح الدول الأجنبية وأطماعها.
نحن اليوم نحيا حالة ألمٍ على ضياع وطننا وأحلامنا في ظلّ هذا الواقع المعيشي الصعب والمرير، ولكن يبقى الأمل موجوداً بهذا الوطن. الأمل موجودٌ في نفوس الشباب الّذين يتمسّكون بمبدئك، والذي هو بناء دولة علمانية بعيدة عن التمييز الطائفي، والقبول بالآخر كإنسان في سبيل الابتعاد عن الانجرار والوقوع في فخ المصالح الكبرى للدول الأجنبية.
تبقى ذكراك معلّمي شعلةً لنا للإهتداء والابتعاد عن صغار العقول وصغائر الأمور جميعها، ونحن نعمل مع المناضلين والرفاق في سبيل العيش في وطننا بكرامةٍ وعدلٍ، وإنشاء وطنٍ يحيا فيه مواطنٌ حرٌ وشعب سعيد.