ما يميّز هذا اليوم عن غيره أنّه يوم ذكرى استشهادك الذي نرفع فيه صوتنا لنجدّد العهد إليك ومعك. أمّا باقي الأيام فعهدك يتجدّد، وقسَمُ يميننا بالولاء ينقسم، ولكن بقلوبٍ ضخّت حباً وجهاداً بصوتٍ خافتٍ كما علّمتنا... إنّنا على عهدك كل يوم.
دعانا المعلّم إلى العلم، ورفع كلمات قلمه ضدّ الجوع. كما وراعى كل محتاج، وسعى لتأمين سنّ الشيخوخة. وسعى كمال جنبلاط إلى إنقاذ لبنان من الإنعزال، كما من الوصاية، وطالب بدولةٍ علمانيّةٍ مدنيّةٍ تفصل الدين عن الدولة.
حلمَ بلبنان السيّد الحرّ المستقلّ، لبنان التنوّع واللّا- طائفية. ولا يسعنا أن ننسى قضية فلسطين الحبيبة والتضحيات التي قُدِّمت من أجلها.
رفع شهيدنا أعلام الحق قبل أن يرفع علَمَ حزبه. وناضل من أجل نيل الحقوق والقيام بالواجبات، ولطالما حلم أن يبني بيوتنا بيتاً بيتاً بحجارة العلم والثقافة. وأبى إلّا أن يكون أباً لكل الأيتام ولكل مسكين، فلُقِّب بعد استشهاده بـ "أبا المساكين".
رفع المعلّم شعارات حقوقنا وكأنه كان يعلم أنّه سيأتي يومٌ نفقد فيه ثقتنا بعهدهم ونفتقد الرجال... وكأنّه حينما خفتت أصواتهم، وألزمهم حدودهم في عهده، كان يعلم بمؤامراتهم لاستغلالنا وتجويعنا.
لن نقول لكَ ليتك معنا الآن، لأنّك الحاضر الغائب. كتابك الذي عبّر عن مشاعرنا هو لسانك الذي ينير دربنا.