Advertise here

ذاك الحلم

15 آذار 2021 16:26:36

العودة لذاك العام،
لمَ الرجوع،
البكاء، والنحيب.
لِمَ استكبار الموت...
والابتعاد عن المقدّر المحتوم،
وكائنٌ من كان لا يُمحيه
إلّا مَن قَدره وقضاه حكمةٌ لا يعرفها سوى الباري الخلّاق.

لماذا نذرف الدموع في هذه الحياة، ومنذ نعومة أظافرنا 
ونحن بنضالٍ دؤوب متعدّد الأوجه، والصفات، والمستويات.
لا شيء ثابتٌ سوى الصدق 
الولادة والموت الحق. 

على ماذا نأسف منها وعليها، والنهاية حفنة تراب 
وروحٌ تعانق السماء
أو تدب من جديد بأجسادٍ ومسار، التضحيات دوّامة العقلاء.
هو المرء بالفطرة،  
يظنّ لبعض الوقت أنّه يستطيع
القيام بمقامٍ ما، وهو المسيّر دون
اقتباسٍ والتباس...
   
السادس عشر من آذار 77 
عددٌ وطويَ... 
لكنّه حمل تاريخ الجبناء 
فكراً وتنفيذاً بيدٍ غادرةٍ أطلقت تلك الرصاصات، ولو عرفت غرض الانطلاق لغيّرت، حتماً، المسار.

قامةٌ ماردةٌ هوت مضرجةٌ بدماء الطهر، الصلاح، والكبرياء.

لن تتكرّر أيها العملاق، وأنت من دانت لك الرقاب بالذات طوعاً وحباً، لا خوفاً وتملقاً وكبرياء...

أين أنت معلّمي مِن ما يجري بوطنك الذي أحببتَ، وناضلتَ، وضحّيت بدمك فداه.

أينَ أنتَ من مسيرة الفلاسفة، 
والمفكّرين، والنسّاك، والأدباء.
أين أنت من أدب الحياة،
وأدب المجتمع، وأدب الأسرة،
وأدب الكلام، وأدب التصرّف، والنطق، وأدب التصوّف.

أينَ أنتَ  من الاشتراكية الأكثر إنسانية 
أين أنتَ من حزب الضمير الحر،
والوعي، والإرشاد.

أين أنت من رجال أشباه رجالٍ، 
وقادةٍ، يمتطون الأمواج والأرباح .
بوركتَ قائداً ملهماً ومعلماً.
مهما طمسوا، وتفاعلوا مع ظلمة نفوسهم. ستبقى رمزَ  وأيقونة الشرفاء.

أبَ المساكين والفقراء، فعلاً، لا تمثيلاً.
أبَ التواضع بكل تفاصيل الحياة دون تعداد...

ستبقى عنوان الكرامة، والصدق، والثبات.
كمال جنبلاط حلمٌ عمرُه مئتا عام واندثر...

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".