Advertise here

تثبيت المصالحة السبت وكلام هام لجنبلاط عن تحصينها وتعزيزها

19 آذار 2019 08:26:02

المصالحة لا يحققها الا الشجعان، وتحصين المصالحة لا يقدر عليه الا المؤمنين بها وبديمومتها. 

في الحروب يسقط ابرياء، وفي الإقتتال الأهلي الكل خاسر، والكلام عن مرحلة بأخطائها وما تركته من مآسٍ هو كلام مسؤول في لغة "الوطنية"، انطلاقا من الإيمان بأهمية محو آثار الماضي الأليم.

قبل سنوات عندما كان الجميع في لبنان يتراشق بالاتهامات حول مسؤولية كل طرف عن الحرب، وما ادت اليه من قتل ودمار، وبينما كان الكل يتنصل مما اقترفت يداه خلالها، خرج وليد جنبلاط ليقول كلنا مسؤولون عن حرب الآخرين على ارضنا، وكلنا يتحمل مسؤولية ما جرى في محطاتها.

وفي ذكرى استشهاد المعلم كمال جنبلاط قبل سنوات طويلة وقف وليد جنبلاط ليعتبر ان المسيحيين الذين سقطوا في يوم اغتيال كمال جنبلاط شهداء، موجها التحية لارواحهم، وقبل عام جال تيمور جنبلاط على عدد من بلدات الشوف ووضع اكاليل، مستذكراً الشهداء الابرياء الذين سقطوا في ذلك اليوم.

يوم السبت المقبل سيتوجه جنبلاط ومن دير القمر بعد قداس على نية هؤلاء الشهداء، الى المسيحيين وكافة اهل الجبل، بالكلام ذاته الذي يهدف من خلاله الى تحصين المصالحة، والتأكيد على ان دماء هؤلاء الشهداء كما دماء كل الشهداء، هي قربان على مذبح الوطن، وهي التي يجب ان تكون حافزا لنا جميعا على النظر الى المستقبل بروح التضامن والوحدة والمحبة، فلبنان لا يقوم الا بتكاتف كل ابنائه ووحدتهم في مواجهة التحديات التي تنتظرنا.

مرة جديدة سيثبت وليد جنبلاط انه الأحرص، والضنين على وحدة اهل الجبل ولبنان من اجل غد مشرق يحلم به كل اللبنانيين، مستلهما العبر من الماضي الأليم. وقداس "التوبة والمغفرة" في دير القمر تخليدا لذكرى شهداء الجبل برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هو استتباع لمصالحة الجبل برعاية البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وجنبلاط عام 2001، ومحطة اخرى يؤكد فيها المشاركون في القداس ان المصالحة ومستقبل لبنان اكبر من الجميع، لذلك فإن طي صفحات الماضي ومحو آثارها الأليمة يتطلب الشجاعة الوطنية. فلبنان الرسالة كما وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، لا يؤدي رسالته الانسانية اذا لم يكن متحدا ومحصنا بمحبة بنيه، على تعدديتهم وتنوعهم.