وسط تخبُّط البلاد في حالٍ من الفوضى، تطلّ الإنجازات برأسها من خارج الحدود مذيّلةً بتوقيع لبناني صرف. هي حكايةُ وجع لبناني أخرى تُروى على مسامع العالم. حكايةٌ تنتقل من بلدٍ إلى آخر لتحصد الجوائز وصولًا إلى أرفعها. هذه المرة لا خيبة على ما يبدو، فـ"كفرناحوم" قد يفعلها مجددًا مفاجئًا مخرجين وممثلين من دولٍ عدة في حفل جوائز الأوسكار.
البداية مشجّعة... فبعد حصده جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي، ها هو فيلم المخرجة نادين لبكي يُختار من بين 87 فيلمًا لينافس مع ثمانية أخرى على جائزة أفضل فيلم أجنبي في أضخم الحفلات السينمائيّة التي تُبثّ يوم الأحد 24 شباط المقبل في هوليوود.
الفيلم الذي ينطوي على حبكةٍ مركّبة فيها ثلّة أوجاع يقاسيها الوطن الصغير بدءًا بالنزوح ومعاناة ناسه، مرورًا بمكتومي القيد، وصولًا إلى واقع عاملات المنازل، اختير من قبل لجنة تحكيم صارمة ضمن قائمة مختصرة للمنافسة على أفضل فيلم أجنبي وهي المرحلة الأولى للاختيار والتي تمنح مؤشّرًا جديًّا إلى أحقية أيٍّ من الأفلام التسعة للفوز بالجائزة، وذلك بعدما شاهد أعضاء لجنة التحكيم الأفلام كلّها من منتصف تشرين الأول حتى العاشر من كانون الأول الجاري واستقروا على أفلام تسعة من بينها "كفرناحوم".
ويعرف الفيلم اللبناني انتشارًا واسعًا وصريحًا في دور السينما الغربيّة، لا سيما في فرنسا حيث تقول ألكسندرا، مواطنة فرنسية موجودة حاليًّا في لبنان، عبر "الأنباء" إن "الفيلم موجود في معظم الصالات الفرنسية، كما أنّ الإعلان الترويجي له منتشر في كل محطات المترو وعلى أبواب دور السينما، ويحظى بتعليقاتٍ جيدة من الفرنسيين في أعقاب مشاهدته".
ويستمرّ فيلم "كفر ناحوم" بتصدره شباك التذاكر اللبنانية، كما فاز بجائزة الجمهور في مهرجان سراييفو الدولي في البوسنة والهرسك، وجائزة الجمهور في مهرجان ملبورن في أستراليا، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان النروج السينمائي الدولي، وجائزة الجمهور التفضيلية في مهرجان كالغاري في كندا، وجائزة أفضل ممثل للطفل زين الرفيع، وجائزة لجنة تحكيم الشباب لأفضل فيلم في مهرجان أنطاليا. كما حصد الفيلم جائزة الجمهور الذهبية في مهرجان ميل فاليه في الولايات المتحدة وجائزة الجمهور في مهرجان ميامي السينمائي.
اليوم يقف "كفرناحوم" على عتبة استحقاق مفصلي، فهل يرفعها ويعيد إلى اللبنانيين بهجةً مفقودة منذ زمن بحصده أرفع جائزة تحكيم في عالم السينما؟ الجواب بعد قرابة شهرين.
