Advertise here

أبو الحسن: أي توسيع للحكومة يجب أن لا يؤدي إلى الثلث المعطل إطلاقاً

06 آذار 2021 14:27:00 - آخر تحديث: 06 آذار 2021 14:32:58

لفت أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن، الى أن "المشهد على الأرض يؤكد بأننا مقبلون على مشكلة كبيرة، وفوضى كبيرة، ولهذا السبب يعيد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط تقييم الواقع دائماً وقراءة المستقبل الآتي. ولهذا السبب قال، "فلنبادر ونكسر هذه الدوامة".

وأكد أبو الحسن على أن جنبلاط رجل لديه خبرة تاريخية طويلة في العمل السياسي، ولديه قدرة هائلة على تحليل والتقاط الإشارات، وقراءة الحاضر، واستشراف المستقبل نتيجة الخبرة السياسية. ودائماً يضع وليد جنبلاط أمامه المصلحة الوطنية، والحفاظ على  الوطن، وعلى التسوية الوطنية التي تحفظ الامن والاستقرار  وتمنع كل ما يمس الوطن بكل تركيبته بشكل الدولة، ومصالح شعبه، وبمصيره ومستقبله، ويجعله بمرونة سياسية قد لا يتمتع بها الآخرون، أن يعيد قراءة الأوضاع ويصوّب الاتجاه مع البقاء على المسار الآمن للبلاد. وما قام به اليوم هي  محاولة فتح كوة في جدار الأزمة المستفحلة. وهنا يقول "إذا كان لا بد من الخروج من هذه الأزمة على الجميع أن يضحي من أجل لبنان، وعلى الجميع المبادرة، وهو يقول للفريق المعطّل في البلد، "لماذا التمسّك بهذه المكتسبات الواهية والتي لا قيمة لها أمام هول ما يجري، وما قد يجري". 

أضاف ابو الحسن في حديث لإذاعة "لبنان الحر" "لسنا مَن طرح حكومة الـ18 فهناك مبادرة فرنسية تضمنت المطالبة بحكومة مصغّرة تضم اختصاصيين، وتتبنى هذه المبادرة التي وافقت عليها كل الأطراف في اجتماع  قصر الصنوبر. حكومة إصلاح حقيقي تفاوض صندوق النقد الدولي وتحصل على الدعم كي تتم عملية الإنقاذ. ونحن التزمنا، وغيرنا لم يلتزم"، متسائلاً، "لماذا كان الإصرار على حكومة 20 أو 22 من الفريق الآخر، وتحديداً من رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر"، معتبراً أنه، "دائماً يتم استحضار بدع طائفية وميثاقية، ويتم التسلّح بها لتبرير ما يختزل أفكارهم الجهنمية".  

وتابع: "الهدف عند الفريق الآخر هو الحصول على الثلث المعطل كهدف اساسي وهذا يدل على انعدام الثقة عند هذا الفريق بحلفائه"، وأكد ابو الحسن انه اذا ذهبنا بإتجاه توسيع الحكومة فهذا يجب ان لا يؤدي إطلاقاً الى معادلة الثلث المعطل، اي يمكن ان يتم اختيار وزراء بعيدين عن الولاء السياسي لهذا الفريق لأن معادلات التعطيل مرفوضة وممنوعة وبالتناسب ايضاً ووفق التمثيل الحقيقي هذه المعادلة لا تجوز".

واعتبر أبو الحسن أنه "لا ثقة بكل ما يحدث في الداخل، ويؤسفنا أن نصل إلى هذا المستوى، وكان الأحرى باصحاب القرار القيام  بالإصلاح الذاتي الداخلي، لكنهم لم يبادروا للخروج من حالة الفساد فلجأنا عندها كلبنانيين إلى صديق أي، "المبادرة الفرنسية".

وتعليقاً على زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، قال أبو الحسن: الزيارة رسالة لها رمزية كبيرة لما تحمل من دلالات، ومعانٍ حقيقية، فهي رسالة سلام ودعوة للحفاظ على الوجود والبقاء المسيحي في ظل ما شهده العراق منذ عام 2003 حتى هذه اللحظة، وهي تأكيد على التنوع وتلاقي الحضارات ورسالة فيها الكثير من الشجاعة في أصعب الظروف التي تمر بها المنطقة، والمطلوب من كل المعنيين في كل الساحات، وتحديداً في لبنان أن يعتبروا من هذه الشجاعة ومن هذه الرسالة، ومن هذا الحرص على البقاء والوجود وعلى التنوع، وقيمة لبنان بتنوعه والحفاظ عليه".

وردا على سؤال قال ابو الحسن: "دائماً تواقون لاستقبال قداسة البابا وغيره من قادة العالم، فلبنان اليوم يعيش في شبه عزلة دولية، وهذا الواقع يستلزم إعادة ترميم الواقع اللبناني عبر عودة القوى التي ألحقت لبنان بالخارج إلى لبنانيتها هي وحلفائها".

وأضاف، "البابا اليوم التقى مع المرجع الشيعي الأعلى السيّد علي السيستاني، ويفترض أن تلاقي هذه الزيارة كل الترحاب من كل القوى وانتقادها خاطئ فهي رسالة سلام وحوار، ونقول لمن يسير بعكس الاتجاهات، "كيف نؤمّن الاستقرار في المنطقة إذا لم نحافظ على هذا التنوّع والتلاقي الحضاري، والتاريخ العريق للعراق وباقي الدول الذي يشوّه اليوم، ولا تستمر الأوطان في ظل الأحادية"، لافتاً إلى أن "إيران هي لاعب اساسي في المنطقة وفي لبنان، ولها تأثير على القرار السياسي اللبناني عبر حزب الله".

واعتبر أن، "لبنان قائم على التسوية منذ عام 1920، وتكرر في الـ1943، ومن ثم أتى اتفاق الطائف بعد الحرب المشؤومة، وجدّدنا هذه التسوية اللبنانية، ولا يستمر لبنان إذا لم يعد إلى قواعد تلك التسوية، والسياق التاريخي للبنان يدل على أن أي محاولة لإلغاء الآخر او العزل او الانعزال كانت تؤدي إلى المشاكل".

وختم أبو الحسن بالقول: "المسألة واضحة نحن، كلبنانيين، الحل لدينا هو بحوار يؤدي إلى استيعاب السلاح ضمن الاستراتيجية الدفاعية، ويبدو انه لم تحن اللحظة المناسبة للسير بهذا الاتجاه والى ان تأتي تلك اللحظة علينا الحفاظ على بلدنا وعلى مصالح الناس، وان نذلل العقبات لتشكيل حكومة قادرة على الاصلاح ومواجهة الاستحقاقات والتحديات لإنقاذ لبنان".