عقد البابا فرنسيس لقاء تاريخيا مع المرجع الديني الأعلى للشيعة علي السيستاني، السبت، في لفتة قوية تدعو للتعايش السلمي في أرض عصفت بها الطائفية والعنف.
ويأتي الاجتماع بين البابا والسيستاني في مدينة النجف المقدسة بجنوب العراق، في إطار جولة بابوية في العراق وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها بابا للفاتيكان بمرجع شيعي أعلى.
ولم يُسمح للإعلام بحضور اللقاء المغلق الذي استمر لمدة ساعة تقريبا، وجاء بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع إمام الأزهر أحمد الطيب في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
لكن الإعلام التابع للفاتيكان التقط صورا تاريخية للقاء بين الزعامتين الدينيتين في منزل السيستاني المتواضع بحارة ضيقة في النجف وهو المنزل الذي يستأجره منذ عقود.
والسيستاني (90 عاما) أحد أهم الشخصيات في المذهب الشيعي سواء في العراق أو خارجه. ويحظى بنفوذ كبير على الساحة السياسية، حسبما تقول وكالة رويترز.
وجعلت فتاواه العراقيين يشاركون في انتخابات حرة للمرة الأولى عام 2005، كما شارك بفضلها مئات الآلاف في قتال تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، وأطاحت أيضا بحكومة عراقية تحت ضغط الاحتجاجات الحاشدة عام 2019.
وبدأ البابا (84 عاما) زيارته العراق، الجمعة، وسط إجراءات أمنية مشددة، في أول زيارة بابوية للعراق لمناشدة قادة وشعب البلاد إنهاء عنف المتشددين والصراع الديني.
وسبق أن زار البابا دولا يغلب المسلمون على سكانها مثل تركيا والأردن ومصر وبنغلادش وأذربيجان والإمارات والأراضي الفلسطينية، داعيا خلال هذه الزيارات إلى الحوار بين الأديان.
ودعا البابا فرنسيس إلى احترام حرية الضمير والحرية الدينية والاعتراف بها في كل مكان، قائلا: "العنف والارهاب لا يأتيان من الدين بل الارهاب يستغل الدين، والامر متروك لنا، فالجميع عانى في هذا البلد".
وقال خلال صلاة في أور في العراق، الموقع الذي يعتقد أنه مكان مولد النبي ابراهيم في جنوب العراق، "لن يتحقق السلام بدون مشاركة وقبول الجميع للجميع وبدون عدالة ومساواة ومساعدة لبعضنا البعض".
وطلب الصلاة من أجل السلام لكلّ الشرق الأوسط وبشكل خاص "سوريا المعذبة".