Advertise here

العريضي: المنطقة يعاد بناؤها من جديد.. ولا نتحدث عن تسوية مصلحية بل مبنية على الحقيقة

05 آذار 2021 23:05:17

استغرب الوزير السابق غازي العريضي ما يردده البعض بأن الكيان اللبناني غير قابل للحياة، وقال: "على الأقل بالنسبة الينا كلبنانيين، إذا كنا صادقين بما نقول وبما نكرر على مختلف انتماءاتنا السياسية، بأننا لبنانيون وملتزمون بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت بأن لبنان هو وطن نهائي لكل ابنائه، وبالتالي اذا كان ثمة التزام بهذا الامر من قبل الجميع، فالكيان موجود ويجب وأن نحافظ عليه".

وفي حديث عبر إذاعة "لبنان الحر"، لفت العريضي إلى أنه "عندما أتحدث عن الكيان لا أتحدث عن طبيعة النظام، فهذا قابل للتغيّر لأن الدول والمعادلات تتغير، وهذا أمر طبيعي، وعندما نتحدث عن شهوة السلطة نحن لا نتحدث عن رجال الدولة فرجال الشهوة يتصرفون بإطار ضيق أما رجال الدولة يتصرفون بأنهم لكل اللبنانيين".

وتابع العريضي: "علينا ان نحفظ هذا الكيان والمصالح المشتركة، وعندما لا نبني دولة واحدة لكل أبنائها بطبيعة الحال سيكون ثمة شعور بالقهر والحرمان لفريق ما، فالكهرباء والماء والطرقات هي لكل الناس".

وأكد العريضي ان "العدو الاساسي للبنان وللتنوع فيه هو العدو الاسرائيلي"، مذكّرا بأن "كمال جنبلاط قال لحافظ الأسد أنا لا أدخل إلى ذاك السجن العربي الكبير"، ولفت إلى أن "التدخل الايراني لا يمكن ان نأخذه منعزل عن دور اسرائيل في لبنان".

وردا على سؤال قال العريضي: "سوء التدبير في الداخل يلعب دوره، وعدم التعاطي مع الامور بعقلانية كما شهدنا في العام 1989، وأن نزيل المؤثرات الخارجية فهذا الامر شبه مستحيل".

وإذ اعتبر ان "العرب غير موجودين اليوم للأسف"، قال العريضي "نحن أمام منطقة يعاد بناؤها من جديد، وهناك قرار مصيري والعناصر المؤثرة هم الإيراني والإسرائيلي والتركي بالإضافة الى الروسي والاميركي".

وأضاف: "عندما نتحدث عن تسوية لا نعني تسوية مصلحية بل مبنية على الحقيقة، وهي عمل سياسي كبير، وكمال جنبلاط كان يقول ان حب الحقيقة علمني جمال التسوية".

ولفت الى ان "اتفاق الطائف مدخل الى الحل وليس الحل النهائي في لبنان، ولكن هل ذهبنا الى تطبيق اتفاق الطائف؟".

وأكد العريضي "انه لا ثنائيات وكل التجارب أدت الى نتائج كارثية، وأي محاولة الى إنتاج ثنائية جديدة ستؤدي الى النتيجة ذاتها بل يجب إنتاج دولة لبنانية". وأضاف "يجب ان نبني دولة لبنانية وهي لا تتعارض مع وجود طوائف، وليست صدفة في اتفاق الطائف إدراج بند مجلس الشيوخ، ويجب ان نذهب الى تطوير المؤسسات المنبثقة عن اتفاق الطائف وإلى انتخاب مجلس نيابي غير طائفي".

وأوضح العريضي "ان البطريرك الراعي لم يتوجه ضد احد، وهو يستجمع الآراء من اجل الخروج من هذه المشكلة، ولكل منا مفهومه الخاص بقراءته، ويجب ان نصل الى تفاهم بالنسبة الى الحياد، وعلينا ان نكون واقعيين ونحدد ما هو هذا الحياد، وليس هناك اتفاق او رؤية متكاملة حوله لدى البطريرك ولكننا نتحدث عن بلد لا يوجد به تاريخ واحد حتى الآن، وهذا امر لا يحصل باي دولة في العالم".