لها اسمٌ

03 آذار 2021 07:00:00 - آخر تحديث: 03 آذار 2021 11:30:57

تحيّاتي زوجة السيّد فلان، شقيقة السيّد فلان، والدة الشّاب فلان.

الحمدللّه أنّ اسمَكِ قد ذكرناه ضمنياً بينَ السطور! عجباً للفتاة الّتي تُربّى في كنف أسرةٍ حاضنةٍ من صغرِها إلى أن تتزوّجَ، كيف يذوب اسمُها ويختبئ خلف اسم الأب، أو الزّوج، أو الابن، أو الأخ؟

في مناسبات الأفراح ندعو الزوج إلى حضور زفافٍ وعائلته الكريمة.  مثال: "حضرة السيّد فلان الفلاني وزوجته المحترمين". هو يمتلكُ اسمه واسمها ويعرِّف عنها، لأنّ هاء الغائب في "زوجته" معرّفة وتعود إليه.  مثالٌ آخر: " حضرة حرم المرحوم فلان الفلاني المحترمة". أين ضاع اسمُها؟ أفي خلفية زوجٍ توفّاه الله من سنوات، رحمه الله؟

 إذا أراد الزّوجانِ أن يُقيما حفلَ زواج ابنهما، أو ابنتهما، لكتبا على دعوةِ التهنئةِ: "يتشرّف فلان الفلاني وزوجته الكريمة بدعوتِكم...". وإذا لم يحالفْها الحظّ في الزواج وطُلّقت لقلنا طليقة فلان الفلاني.

 إذا توفي والدُها أو والدتُها يُكتب على النّعوة أسماء الأبناء والأصهرة، وتبقى الأنثى العزباء راكنةً خلف اسم أخيها، وخالِها، وعمِّها، وصهرِها، لأنّها بنت بيت، والمرأة المتزوّجة كامنةً خلف اسم زوجها وابنِها.  لماذا لا يُكتب في النّعوة أسماء الأبناء وأسماء زوجاتِهم؟ ويُكتَب أيضاً أسماء البنات والأخوات المتزوّجات؟

  أنا لا أدعو أن تخرج المرأة عن اسم الرّجل، لكنْ، بإمكانِنا أن نصرّحَ باسمِها كالرّجل تماماً. فهي شريكتُه في الحياة، وفي القرار، وليسَتْ تابعةً له، ليُدَلَّ إليها بالمقارَن. " فكلُّ قرينٍ بالمقارَنِ يقتدي". 

 متى تصبحُ شريكتُكَ منْكَ بمنزلةِ نفسِكَ؟! متى نخرج عنِ الموروثِ منَ العادات؟

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".