لا شيء سيحرّك الجمود السياسي القائم. الحركة الوحيدة للبطريرك الماروني بشارة الراعي أحدثت صدىً محلياً وخارجياً، بينما جهات عديدة تسعى إلى تجويفها وإجهاضها، وذلك من خلال أخذها إلى زواريب طائفية ومذهبية، مثل ما فعل التيار الوطني الحرّ في تحويل المطالب من حماية لبنان والكيان إلى حماية حقوق المسيحيين.
حزب الله أيضاً لم يتلقّف مبادرة الراعي مع العلم أن كل الاستحقاقات في لبنان مدوّلة، من التفاوض مع الدول المانحة وصندوق النقد الدولي، إلى المبادرة الفرنسية، والمساعي في سبيل تشكيل الحكومة، وحتى بموضوع ترسيم الحدود.
وعلى الرغم من معارضة الحزب الواضحة لمواقف الراعي، إلّا أن معلومات كشفت عن تواصل غير مباشر بين حارة حريك وبكركي حصل في الساعات الماضية من خلال أعضاء لجنة الحوار المشكّلة بين الطرفين. وقد بادر الحزب إلى التواصل للبحث عن تهدئة واستيعاب الحركة التي يقوم بها البطريرك من دون اغفال حالة الحرج التي يعيشها الحزب في حال تنامت دعوة الراعي وتصاعَد تحرّكه، إذ أن ذلك سيحجب عن الحزب المزيد من الغطاء المسيحي، بينما سيجد التيار الوطني الحرّ نفسه محرجاً بين الاستمرار في العلاقة مع الحزب، أو السعي إلى كسب ود بكركي والشارع المسيحي.
توازياً، وفدٌ من تيار المستقبل يجول على بكركي، ودار الطائفة الدرزية، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في إطارٍ يستكمل ما طرحه الراعي عبر تعزيز التواصل والتنسيق مع مختلف القوى، وذلك للحفاظ على الاستقرار تحت سقف الدستور والقانون.
ولكن كل هذه التحركات لا يبدو حتى الآن أنها قادرة على الإتيان بأي حلٍ للأزمات السياسية المستمرة، وخاصة أزمة تشكيل الحكومة، إذ تؤكد المعلومات أن أي تواصلٍ على هذا الصعيد لم يحصل منذ آخر زيارة أجراها الحريري إلى القصر الجمهوري.