النائمون يمكنهم سماع المتحدث وإجابته أثناء الحلم

26 شباط 2021 17:17:20

 لا يزال هناك الكثير من الألغاز المرتبطة بآلية النوم، لا سيما حركة العين السريعة؛ ومن ثم فإن الحصول على ردود فعل فورية من النيام سيفيد في فهم ما يحدث في أدمغتهم أثناء الحلم.

وحسب البيان الصحفي -الذي نشره موقع "سايمكس" (Scimex)- يقول كين بالير، عالم النفس في جامعة نورث ويسترن (Northwestern University) بالولايات المتحدة وكبير باحثي الدراسة؛ إنهم لاحظوا أن النيام يمكنهم التفاعل والانخراط في تواصل آني أثناء حركة العين السريعة.

ويضيف البيان أن "نتائجنا أظهرت أن الأشخاص في مرحلة الحلم قادرون على فهم الأسئلة والقيام بعمليات تخص الذاكرة المؤقتة وتوفير إجابات عن تلك الأسئلة".

ورغم أن الحلم شيء اعتيادي، فإن العلماء لم يدرسوه بشكل كاف، إذ يكون عادة سرد الأحلام محفوفا بالتشوهات والتفاصيل المنسية؛ ولذلك حاول بالير ورفاقه التواصل مع الأشخاص أثناء الأحلام الواعية؛ وهي نوع من الأحلام يدرك فيها المرء أنه يحلم.

واختبر الفريق 36 شخصا ممن هم في حالة من الحلم الواعي، وكان هؤلاء الأشخاص موزعين على 4 مجموعات، واختُبر كل منها بشكل مستقل عن الأخرى باستخدام أساليب مختلفة.

وكانت المجموعات الأربع موزعة بين جامعة نورث وسترن، وجامعة السوربون في فرنسا (Sorbonne University)، وجامعة أوسنابروك (Osnabrück University) في ألمانيا، والأخيرة في المركز الطبي بجامعة رادبود (Radboud University Medical Center) في هولندا.

قام العلماء بالتواصل مع الأشخاص المُختَبرين أثناء مراحل النوم العميقة مع مراقبة الإشارات الكهربية للدماغ، إذ تم هذا التواصل من خلال الصوت أو الضوء الساطع أو اللمس الجسدي. وأحيانا طُلِب منهم الإجابة عن أسئلة حسابية بسيطة؛ مثل حساب ومضات الضوء أو عدّ اللمسات الجسدية، أو الرد على أسئلة أساسية مثل: "هل يمكنك تحدث الإسبانية؟"

وتعقيبا على تلك المنهجية، تقول كارين كونكولي، المؤلفة الأولى للدراسة؛ إنهم قاموا بجمع النتائج التي حصلوا عليها من 4 مختبرات مختلفة معا. ورغم اختلاف منهجيات البحث في الدراسات الأربع، فإنها تظهر جميعا وجود اتصال ثنائي الاتجاه.

ورغم اختلاف الأشخاص المختَبَرين بين أفراد يعون معنى الحلم الواعي وأفراد لم يسبق لهم معرفته، وفرد آخر يعاني من مرض "التغفيق" العصبي، الذي يُفقِد صاحبه القدرة على تنظيم دورات اليقظة والنوم؛ فإنهم أظهروا جميعا شكلا ما أو آخر من ظاهرة الحلم التفاعلي.

إذ أمكنهم اتباع التعليمات أو القيام بحسابات بسيطة أو الإجابة بنعم أو لا، وكذلك معرفة الفرق بين المنبهات الحسية المختلفة، كما استجاب بعضهم عن طريق حركة العين أو بتقليص عضلات الوجه.

وبالتالي، فإن الاستجابة الآنية للنائمين تجعل هذه الدراسة بمثابة نهج جديد قد يفيد في الدراسات المستقبلية للأحلام والذاكرة، كما قد يساعد في معرفة أهمية النوم في تقوية الذاكرة، وفي معالجة اضطرابات النوم