Advertise here

"النسائي التقدمي" ريادة نسوية فعّالة ومبادرات إنسانية عابرة للجغرافيا السياسية والطائفية

26 شباط 2021 11:20:36

منذ تأسيسها في 18 أيلول 1987، هدفت جمعية الإتحاد النسائي التقدمي لتمكين النساء، الدفاع عن حقوقهن والسعي لإلغاء كافة أشكال التمييز والعنف بحقّهن، وتعزيز حضورهن في الشأن العام، بالإضافة إلى دورها الرئيسي في مساندة الناس في الظروف المعيشية الصعبة من خلال مبادرات خيرية إجتماعية.

بصمة نسوية رائدة 

ولقد شكّل العام 2020 محطّة مضيئة في مسار الجمعية وحضورها على خارطة العمل النسوي والإجتماعي والإنساني في لبنان، حيث تم تعزيز دور المكاتب الإجتماعية في المناطق، واستحداث مراكز جديدة في مناطق عدّة لتكون منطلقاً لأنشطة مستقبلية واعدة لحظتها في استراتيجيتها. ومن هذا المنطلق طبعت جمعية الإتحاد النسائي التقدمي بصمتها الخاصة في كل المحطات الأساسية لهذا العام، حيث توّجت نضالها الحقوقي والتوعوي المتواصل من خلال مبادرات متواصلة هدفت لتمكين النساء وتوعيتهنّ حول مختلف أشكال التمييز والعنف القائم على النوع الإجتماعي، فكانت في مقدّمة الجمعيات الراصدة لكل خلل أو خرق لحقوق الإنسان بصورة عامة والنساء بصورة خاصة، وطرحت على طاولة النقاش الوطني ملفات جريئة كالعنف السياسي ضد المرأة، رفض تسليع المرأة في الإعلام، التمييز القائم على النوع الإجتماعي في المؤسسات التعليمية وغيرها، بالإضافة لحضورها اللافت مجتمعياً كمرجع للكثير من القضايا المتعلّقة بالعنف الأسري ومشكلات الطلاق والعنف القانوني. وفي هذا السياق تتحضّر الجمعية بالتعاون مع عدد من المحامين لإطلاق مكتبها القانوني الخاص قريباً، على أن تكون مهمّته مساندة النساء اللواتي هن بحاجة لمواكبة قانونية في قضاياهن. 

حضور إجتماعي فعّال

في المقابل، وتلبيةً للحاجات الإجتماعية الملحّة التي فرضتها الظروف الإقتصادية الضاغطة، كثّفت الجمعية نشاطها الخيري الإجتماعي خلال العام المنصرم، فأثبتت حضورها الفعّال إلى جانب الناس حيث شاركتهم همومهم المعيشية وحاولت مساندتهم والتخفيف عنهم من خلال سلسلة من المبادرات والأنشطة والتقديمات الإجتماعية التي شملت شريحة واسعة من الناس، منها مؤخراً مبادرة "بْعاد قْراب" لتأمين الطعام الساخن للعائلات المصابة بفيروس كورونا وتقديم الرعاية المنزلية للمحتاجين، مساعدات عينية للعائلات المتعثّرة اقتصادياً في مختلف المناطق اللبنانية، كبيرات وكبار السن المتضررين من انفجار المرفأ، النساء المتضررات، وعدد من الجمعيات التي تضررت بفعل الإنفجار. 

فيما يلي نبذة سريعة عن أبرز التقديمات الخيرية للجمعية خلال العام 2020: 

من خلال مستوصفاتها الستة الفاعلة في بلدات: ينطا، ظهر الاحمر، المحيدثة، كفرقوق، عماطور، بدغان، ومن خلال مركزيْها الإجتماعييْن في بيروت وباب التبانة في طرابلس، تدأب جمعية الإتحاد النسائي التقدمي على تقديم خدمات الرعاية الصحيّة شبه المجانية بشكل أساسي، بالإضافة لخدمات الرعاية النفسية والقانونية للنساء المعنّفات.

نحن لبعض

في المقابل، تحت شعار "نحن لبعض" وللسنة الثانية على التوالي نظّمت جمعية الإتحاد النسائي التقدمي حملة جمع وتوزيع الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية لكبار السنّ، وقد تخطّى عدد المستفيدين منها خلال العام 2020 ، 7 آلاف مستفيد/ة من الأدوية والمستلزمات الطبيّة في بيروت والمناطق، ناهيك عن سلسلة من الأيام الطبية المجانية التي نظمتها الجمعية في أكثر من منطقة، والتي تم خلالها تقديم خدمات الرعاية الصحية لشريحة واسعة من المواطنات والمواطنين، فضلاً عن استمرار الحملة بتقديم الأدوية في بيروت بصورة شهرية. 

وفي إطار حملتيْ "نحن لبعض" و "سوا تَ تمرّ الشتوية بأمان"، وزّعت الجمعية خلال شتاء 2020 حوالي 3000 حصّة غذائية بالإضافة إلى مستلزمات فصل الشتاء من الأغطية والقرطاسية وغيرها. وكان مركز الجمعية في راشيا بمثابة خلية نحل خلال صيف 2020 حيث انكبّت السيدات الأعضاء على تصنيع أنواع كثيرة من المؤن البيتية، التي تمّ توزيعها في نهاية العام على 800 عائلة في منطقة راشيا.

هذا وتستفيد آلاف العائلات المتعثّرة منذ مطلع العام 2020 وحتى يومنا هذا من الألبسة الجديدة والمستعملة التي تقدّمها الجمعية في مراكزها في كفرنبرخ، المتن الأعلى، وباب التبانة. كما تلبّي هيئات مناطق الشويفات وراشيا والغرب الحاجات المطلوبة عبر الهاتف، حيث يتم توصيل الحاجيات المطلوبة إلى منازل طالبيها. بالإضافة إلى ترميم عدد من البيوت لسيدات متعثّرات إقتصادية، وتأمين مفروشات وأدوات منزلية لعدد كبير من النساء المتعثرات في أكثر من منطقة.

وكل هذه المبادرات تخضع لتنظيم يؤمن استمراريتها مستقبلاً، حيث بإمكان أي كان الإستفادة منها عبر التواصل مع مسؤولات الجمعية في مختلف المناطق. 

خبزاتنا دوا

منذ مطلع العام 2020 وحتى يومنا هذا، تعمل جمعية الإتحاد النسائي التقدمي على تصنيع وتوزيع خبز الصاج على عدد كبير من العائلات على امتداد لبنان، حيث تجاوز عدد العائلات المستفيدة الـ 16 ألف عائلة، في حين استفادت حوالي 5 آلاف عائلة من وجبات الطعام الجاهزة التي قدّمتها الجمعية خلال صيف - شتاء 2020 في منطقة الشوف. ومن المتوقّع أن تصل قيمة إنتاج الخبز وحده حتى نهاية العام الحالي 500 مليون ليرة لبنانية. 
وبهدف تأمين استمرارية مبادرة "خبزاتنا دوا" الرديفة الهادفة لتأمين الأدوية للمحتاجين، عمدت هيئة منطقة الشوف في الجمعية إلى بيع كميات محدودة من الخبز بسعر أقل من الكلفة. وبفضل هذه اللفتة تم تأمين الأدوية لآلاف المرضى في المنطقة.

مستلزمات العناية الشخصية للنساء

في سياق آخر، ولمّا أثبتت الدراسات، أن 60 % من الفتيات والنساء اللبنانيات قد عانيْن حتى نهاية العام الفائت ممّا يسمّى "فقر الدورة الشهرية" الذي يقصد به تراجع القدرة الشرائية للنساء بحيث يتعذّر عليهن تأمين مستلزمات العناية الشخصية أثناء الدورة الشهرية، وإيماناً منها بأن هذا الموضوع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالكرامة الإنسانية للنساء، وزّعت الجمعية منذ شهر تشرين الأول 2020 وبوتيرة شهرية 5000 حصّة من الفوط الصحية اليومية والشهرية على امتداد المناطق اللبنانية. ومن المقرّر أن تستمر الجمعية بتقديم هذه الحصص طوال العام 2021. وتبلغ القيمة الشهرية لهذه المبادرة حوالي 37 مليون ليرة، ويتوقّع أن يصل المبلغ السنوي إلى 450  مليون ليرة لبنانية. علماً أن مركز التنمية والتأهيل في بعقلين ساهم بتأمين قسم من الفوط الصحية اليومية قبيل إطلاق المبادرة.

سوا لبيروت

حضور الجمعية في ميادين النضال النسوية والخيرية لم يثنِها عن لعب دور طليعي بعيْد إنفجار الرابع من آب 2020. في هذا السياق، حضرت الجمعية قيادةً وأعضاء في الأحياء المتضررة منذ اليوم الثاني على حدوث من الإنفجار، حيث تم تخصيص كبيرات وكبار السن بمبادرة إستثنائية تحت شعار "الرعاية حقكن بكل الظروف"، والتي هدفت لتقديم الرعاية المنزلية والتمريضية المجانية لكبيرات وكبار السن المتضرّرين من إنفجار المرفأ. وقد شملت المبادرة خدمات تنظيف وتوضيب البيوت، تضميد الجراح، السهر على النظافة الشخصية، ومتابعة أولية صحية ونفسية. 

كما نفّذت الجمعية حتى ختام العام 2020 مبادرتيْن استهدفت فيهما فئة النساء تحديداً. وقد تركّزت المبادرة الأولى على تقديم الرعاية النفسية المتخصصة لمساعدة النساء المتضررات على تخطي صدمة ما بعد الإنفجار، واستفادت منها 500 سيدة، فيما تمحورت المبادرة الثانية حول الصحة الإنجابية للنساء المتضررات من الإنفجار، وتم بموجبها خضوع ألف سيدة لتقييم الصحة الإنجابية، وتحويل 100 منهنّ إلى طبيبة نسائية مختصّة ومتابعتها. بالإضافة إلى توزيع 5000 خمسة آلاف "رزمة كرامة" (فوط صحية ومستلزمات عناية شخصية) لفتيات ونساء المتضررات من الإنفجار. وقد تم تنفيذ هذه المشاريع بالتعاون مع جامعة البلمند، وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان. 

إلى ذلك، شاركت الجمعية ممثّلةً برئيستها منال سعيد في تجمّع نساء لأجل بيروت الذي تشكّل بعيْد الانفجار من 14 جمعية ترأسها نساء، بهدف التنسيق والتعاون. وتشارك الجمعية من خلال التجمّع حالياً بإنجاز أعمال الترميم لمبنى عروسة بيروت التراثي في الجميزة.

وفي سياق متّصل قدّمت الجمعية مساهمة مالية بقيمة 25 ألف دولار لكل من مؤسسة Vivre avec plaisir التابعة لمركز القديس باييسيوس، ومركز جمعية قره كوزيان للرعاية الصحية الأولية HKCC في برج حمّود، وذلك بعد تضرّرهما من انفجار بيروت.

مبادرات إنسانية ببعد وطني خلال الأعياد

حضور الإتحاد النسائي التقدمي كان جليّاً على امتداد لبنان في فترات الأعياد. وكان هم الجمعية لحفاظ على العادات والتقاليد اللبنانية الجميلة، ومشاركة الناس فرحة الأعياد. البداية كانت مع عيد الأضحى وتحت شعار "على الحلوة والمرّة سوا"، حيث قامت سيدات الجمعية بتصنيع وخَبز حلويات العيد وتوزيعها على عدد من القرى والبلدات في مناطق الشوف، الغرب، الجرد، عاليه، المتن، راشيا والشويفات.

ثم استكملت هيئة منطقة المتن الأعلى في الجمعية المبادرة نفسها بمناسبة عيد ما تقلا، حيث تم توزيع  الحلويات الشرقية وخبز الصاج على عدد من الأرامل والعائلات المتعثّرة في منطقة المتن الاعلى.

وفي ختام العام 2020، وبهدف إحياء روح التعايش المشترك وإدخال فرحة العيد إلى كل بيت، زارت الجمعية عدداً من الكنائس والأديرة والجمعيات الأهلية المتنوعة طائفياً ومذهبياً في مختلف المناطق اللبنانية، حيث وزّعت بالتعاون مع الجهات المعنية في القرى والبلدات حلويات العيد الشرقية والألبسة والهدايا والألعاب على نحو 6 آلاف عائلة على امتداد لبنان.

وينفرد مركز باب التبانة بمبادرة "سكّر نواعم" التي أطلقها في موسم الأعياد وتستمر طوال الاشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، حيث تعمل سيدات الجمعية على تصنيع وتوزيع كعك الخميس أو "المرقّد" والزهورات، بمعدّل 30 حصّة أسبوعياً، وذلك على عائلات متعثرة إقتصادياً في منطقتيْ باب التبانة وجبل محسن والمناطق المجاورة لهما.