توقفت كل المساعي والمحاولات العاملة على خطّ تشكيل الحكومة، حيث تجمع مصادر ديبلوماسية في لبنان ومتابعة عن كثب لكل المبادرات أن الحكومة أصبحت بعيدة المنال.
يتحدث الديبلوماسيون بأسف عن مرارة الواقع اللبناني، وعن أن لا حكومة في الأفق لأشهر معدودة، إلا إذا حدثت معجزة معينة حتّمت تشكيلها لكن الأسف الأكبر أن الزمن ليس للمعجزات.
يبدي الديبلوماسيون خشيتهم من أن يتحول لبنان إلى مصير مشابه للمصير السوري ولكن بدون حصول معارك عسكرية وحروب وإهدار للدماء، ولكن مشاهد السوريين الذين يقفون في طوابير بحثاً عن مواد غذائية أو محروقات قد يتكرر، فيما لا أفق للحصول على أي مساعدات.
يستغرب الديبلوماسيون طريقة تعاطي حكومة تصريف الأعمال مع الواقع المتدهور، وكأن المسؤولين عنها لا يبالون حجم الإنهيار وانعكاسته، ويقول أحد الديبلوماسيين الذين قدموا مساعدات إنسانية وفيرة للبنانيين بأن هناك عدم إهتمام ومثابرة من قبل الوزراء والمسؤولين على متابعة برامج الحصول على هذه المساعدات علماً أنها غير مشروطة، ويستغربون أكثر ما سمعوه قبل أيام عندما كان النقاش محتدماً حول مصير القطاع المصرفي ورفع الدعم وكيفية إتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، وبينما كان هناك تشديد على وجوب وضع برنامج واضح لترشيد الدعم، ووقفه تدريجياً، جاء الجواب من أحد المسؤولين بأنه ليس من مصلحة أحد أن يتخذ مثل هذا القرار، وهناك 17 مليار دولار هي عبارة عن الإحتياطي الإلزامي فليبدأ الصرف منها، ولو كان ذلك خطاً أحمر، لأن لا أحد سيجرؤ على اتخاذ قرار رفع الدعم ومواجهة إنفجار إجتماعي جديد.
بهذه العقلية تدار الدولة، وهذا سبب أساسي جديد يضاف إلى أسباب كثيرة أخرى تجعل الدول المانحة في موقف سلبي تجاه لبنان.