Advertise here

تكاملٌ بين "جرأة" جنبلاط و"حرص" الراعي.. والتفاف باسيل سقط أمام ثوابت الفاتيكان

25 شباط 2021 05:52:00 - آخر تحديث: 25 شباط 2021 19:18:55

مع غياب الحديث عن احتمال حصول أي خرق في الملف الحكومي بفعل الإصرار المعلن للنائب جبران باسيل على شروطه التعطيلية لولادة الحكومة، والإصرار المُضمر للقوى الفاعلة على تأخير التأليف ربطاً بملفات ليست محلية، فإن الأجواء الملبّدة في المفاوضات غير المباشرة بين الادارة الأميركية الجديدة وايران في الملف النووي تعني أن إمكانية احداث تغيير ليست قريبة.

وفي غضون ذلك استقطبت بكركي الحركة السياسية المحلية تعبيراً عن التلاقي مع مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المنادي بحياد لبنان والمطالب بعقد مؤتمر دولي داعم له في وجه مخطط تحويله من دولة ذات سيادة الى أرض سائبة ومنصة للصواريخ، على ما يحذر من جهته رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط. وفي حين حاول باسيل "القوطبة" على الراعي عبر رسالة وجهها إلى الفاتيكان، فقد أوفد جنبلاط الوزير السابق غازي العريضي إلى بكركي للتأكيد على هذا التشارك في الهمّ والحرص على الكيان اللبناني وعلى بقاء الدولة وصيغة التنوع والحريات التي قام عليها لبنان. وكان العريضي أكد بعد اللقاء ان "الوقائع اليومية لا تبشر بخير، لكننا نحن الذين يعني لنا الكثير هذا اللبنان هذة النكهة الفريدة المميزة في المنطقة سنبقى ونعمل ونجاهد مع كل الذين يعبرون عن قناعتهم بهذا اللبنان وحرصهم عليه، لأن هذا اللبنان يواجه تحديات كثيرة وخطيرة تنذر بمتغيرات لا تجعلنا ولا تجعل أولادنا والأجيال المقبلة أمام لبنان الذي عرفناه".

وأشار الى ان الراعي حاول محاولات حثيثة للوصول الى جمع رئيسين للأسف، هذه هي الحقيقة في البلد. هذا الأمر لم يكن يحتاج الى تدخل أحد إذا التزمنا بالدستور، اذا ذهبنا الى صيغة وثيقة الوفاق الوطني الى الدستور الى الحس بالمسؤولية الوطنية بما يعاني منه البلد على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي، مضيفا "لأكن صريحاً بكل وضوح ثمة من لا يريد سعد الحريري رئيساً للحكومة الباقي كله تفاصيل"، مؤكدا ان لا ثلثاً معطلاً لأحد وان طرح جبران باسيل ولد ميتاً.

تكتل "الجمهورية القوية" كان زار بكركي أمس أيضا، وقد لفت عضو الوفد النائب انطوان حبشي الى انه لمس لدى الراعي "صورة واضحة وقناعة بأن لبنان لا يمكن أن يكمل في الوضع الذي هو عليه، لأن طبيعة لبنان تقوم على لعب دور بوابة العرب والشرق وجسر عبور الى السلام والحياد، وليس التورط في حروب يستعدي فيها العالم بأسره، فالحياد بحسب مفهوم الراعي جزء من تكوين لبنان وطبيعته وانفتاحه"، واصفا الاعتراض على سياسة الراعي "بغير المبرر"، وبأن مواقف الراعي "ليست موجهة ضد أحد، فما طرحه من مفاهيم هي بطبيعة تكوين لبنان، ومطالبتُه بالحياد وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة القصد منها عودة لبنان لما كان عليه منذ الاستقلال وفي أول حكومة تشكلت وكان شعارها لا شرق ولا غرب".

وقال حبشي في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إن "لبنان لن يقبل ان يكون دولة مواجهة، بل دولة مساندة، وفي ظل هذا الاصطفاف الحاصل وبسبب تدخل جزء من اللبنانيين بأمور الدول العربية من دون وجه حق وُضع لبنان خارج اطار الشرعية الدولية، وان مواقف الراعي تنطلق من رسالة لبنان".

أما رسالة باسيل إلى الفاتيكان، فقد قلل من أهميتها النائب السابق فارس سعيد مشيرًا في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى انه لا يعتقد ان الفاتيكان الذي قاد السينودس من أجل لبنان ورفعه إلى درجة الرسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني "يمكن أن يتأثر بأي خيار لجهة سياسية معينة، فخيارات الفاتيكان استراتيجية لها علاقة بتشجيع المسيحيين للانخراط بمحيطهم العربي وعدم مشاكسة الغالبية الاسلامية في المنطقة، وضرورة الحفاظ على العيش المشترك"، واصفا الالتفاف الحاصل حول بكركي بأنه "جاء ليقول أنه لا يحق لأحد التفكير بأن بكركي تمزح في المواقف الوطنية والسيادية، وأن حيط بكركي مش واطي"، معتبرا عودة بكركي للمسرح الوطني "ضمانة لجميع اللبنانيين وخاصة المسيحيين".

كما وصف سعيد من جهة ثانية الاجتماع بين جنبلاط و"لقاء سيدة الجبل" بالممتاز، مثنيا على "جرأة جنبلاط وتفرده عن كل الطبقة السياسية وانتقاده المباشر للمطالبين بالانتقال من مرحلة تحديد المسؤوليات الى مرحلة التعويضات في انفجار مرفأ بيروت، وحديثه عن أهمية بقاء الكيان متجاوزا العناوين المطروحة المتعلقة بالخلاف الداخلي وتشكيل الحكومة، وتأكيده أنه طالما ايران موجودة في لبنان فهناك خطر على الكيان اللبناني، وهذا الكلام لاقى صدى لدى جميع اللبنانيين، ونحن نعتبر ان هذا الكلام يبنى عليه رغم التباين بيننا وبينه بالنسبة للقرارات الدولية".

رئيس حركة التغيير ايلي محفوض علّق ايضا على حراك بكركي، مشيرا في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى الموقف المؤيد قبل ايام الذي صدر عن دار الفتوى، معتبرا ان "المشهد الذي قد يتجلى يوم السبت بالحشد الكبير الى بكركي مع العلم اللبناني ستكون له دلالات كبيرة لأن أكثر ما يقلق حزب الله المنتقد للراعي هو نقل صورته الى الخارج، لأن الانتقادات المحلية لا تزعجه بقدر ما يزعجه نقل الصورة الى الخارج عبر المؤتمرات الدولية، وهو يقاتل بشراسة لمنع ذلك".

وكشف محفوض عن لقاء قريب ومهم بين الراعي والرئيس الأميركي جو بايدن "لأن الموضوع تخطى مسألة تشكيل الحكومة وأخذ يلامس الكيان والطائف والدستور"، متحدثا عن "اجماع وطني حول الراعي خاصة بعد عودة مسلسل الاغتيالات".

حكوميا، نفت مصادر بيت الوسط عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية حصول زيارة قريبة للرئيس سعد الحريري الى بعبدا "لأن المواقف لا زالت على حالها والحريري يرفض رفضا قاطعا الحديث عن زيادة عدد الوزراء في الحكومة الى 20 او 22 ويصر على حكومة مهمة من 18 وزير،  وأي زيارة الى القصر الجمهوري تأتي تحت هذا العنوان فقط".

على صعيد اخر، وفيما يشهد العالم تراجعا ملحوظا في أعداد الاصابات بفيروس كورونا عاد العداد في لبنان الى الارتفاع، حيث أعربت مصادر طبية عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية عن قلقها ازاء هذا الارتفاع، متخوفة من أن تحمل الايام المقبلة "مفاجآت غير متوقعة" في ظل التراخي الملحوظ في الالتزام بخطة الطوارئ الصحية التي شارفت على نهايتها، اضافة الى التراشق الفاضح في موضوع تهريب اللقاحات من خارج المنصة الرسمية والاستنسابية القائمة. 

وفي حين برر وزير الصحة حمد حسن ما حصل في مجلس النواب والقصر الجمهوري بأنه "قرار سيادي"، وهو ما أثار ردود فعل سلبية اضافية، قالت مصادر الوزارة لجريدة الأنباء إن ما حصل "كان خطأ غير مقصود والأمور عادت الى طبيعتها".

المصادر اكدت زيادة أعداد اللقاحات في شهر آذار وزيادة مراكز التلقيح، وأن اللبنانيين سيلمسون تطورا ملحوظا ابتداء من شهر نيسان ان لجهة اللقاحات المستوردة او لجهة اعداد الملقحين.