Advertise here

كمال جنبلاط في الطريق إلى المختارة: هجرنا لا يطول!

16 آذار 2019 09:58:00 - آخر تحديث: 16 آذار 2019 13:59:13

في الذكرى الـ 42 لاستشهاده، نعود إلى صفاء كتاباته نستحضر وهج الحقيقة التي تجلت في قصائده التي تجلت صفاء وجمالا، وهذا ما كتبه إلى الحكيم المعلم شري أ. في الطريق إلى المختارة في 18 كانون الأول 1966 بعنوان "مرقص الضياء":

ها نحن قد جئناك

من شاطىء للفناء

نطوي الوجود فداك،

ونرتوي من ضياء

***

يا فرحة في الجمال،

يا قمة في الجبل

يا موطناً للحنين

تبلى به الجفون

يا مسبحاً للعيون،

يا وفرة في الأمل

***

مولاي قد جئناك

يقودنا الهجير

وصنوه الزمهرير،

يا ضوء نور القدح

يا سبحات العقول

يا مسكناً للضياء،

يا بارقا في المقل

***

هذي بلاد الحبيب،

والحب فيها لهيب

والداء فيها طبيب

والمشتري زحل.

***

قل للأماني العذاب،

في قربها من هواك،

لا ترتضي بسواك

فأنت خمر العنب.

***

وهجرنا لا يطول!

وعمرنا لا يحول

ودهرنا لا يزول!

ورقصنا من طرب .

هذي أغاني الظلام،

ليلي بها يستطيل،

وموقدي يستحيل

لمرقد للحمام.

***

ونور عيني يجول،

ينسج فكري بهاك

اكليل زهر الحقول

ويعتلي في سناك

***

تمضي الليالي العبوس،

يحل دهش الحمام،

يطوي الحبيب المدام

فتطوي المحب أناك.

***

حبيبي، شوق القلوب

يروم لمس حذاك.

وزهر عقلي الطروب

يروم عبق شذاك.

***

مولاي قد جئناك

من شاطىء للفناء :

يخال فيه الوجود،

أهاج الفناء سماك!.

***

يناديك عين التراب،

وأنت فيه العدم

فما دعاك سواك،

وقد أجاب العدم

***

هذي طيور الأصيل

تشدو بلحن الخلود

في هجعة للوجود

تراني صاحي الأزل

***

يا يقظة في القلوب،

يا هجعة في السهاد

يا نور هدي الظلام،

يا زهد زهد العباد

***

عبدت ربا يزول –

وصنما من هواي

فلما رأيت الحبيب

ناداه مني صباي

عرفت فيك المجيب

وكنت حقا هداي

***

أنت أنا في الحوار،

أنت أنا في الطلب

أنت أنا في الغزل،

انت أنا في اللعب

أنت أنا في اللقاء!

انت أنا في العجب.

***

ترنو اليك مراي،

وعقلي فيها انصقل

مرآة قلبي تراك،

وأنت فيها الصقل.

***

لا حاجب في الوصيد،

او شاهد للشهود

لا والد او وليد،

او روح قدس يسود .

***

لا مزود للسلام

او حجر للسواد

لا مبتغى او مريد:

فأنت فيه الإله

وأنت انت الفناء،

وأنت تطوي الفناء.

***

فتيل قلبي يذوب،

وزيت عقلي نفذ:

في مرقص للضياء

يزول ظل العدد

"فرح" - الدار التقدمية - ص55