Advertise here

مروان عساف أسطورة "النهار" والليل يترجَّل بلا وداع الأحباء

20 شباط 2021 21:06:55

شاب خمسيني نابض بالحياة ،ابن عين المريسة جل البحر، شوفيّ السكن، فارس الميدان والساحات، مروان عساف صحافي مصور يقتنص "الصورة الحدث" بعدسة ثاقبة من خلال رفيقة عمره ودربه إلى الحدث، "الكاميرا الضخمة"، التي لم تفارق كتفه وصدره حتى لحظات الحادث المشؤوم... مروان عساف يغادرنا بلا وداع.

بالأمس القريب كان الزميل مروان عساف يوثق الحدث بالصورة وها هو اليوم صورة موثقة محفورة في القلوب مع حدث الغياب القاهر.

أحداث ووقائع ومراحل ومحطات تاريخية كبرى حافلة بالمتغيرات على مدى مساحة الوطن عايشها مروان ووثَّقها بعدسته الضخمة لسنوات وسنوات.

بين الزملاء المصورين هو دائرة الضوء. لا يعرف كلمة "أنا"، فهي غير موجودة في قاموسه. متواضع رغم كل النجاحات والتميز. مصور صحافي محترف، وإنسان وطني يحلم بدولة ووطن يليق بكل لبناني على قياس الحب الذي يحمله بقلبه لكل أترابه.

ٍيبتسم من أعماق قلبه وروحه. يهّز برأسه أو يومي بطرف عينه المشرقطة طالباً من غيره بلطف ،الإفساح في المجال عند ذروة الحدث. يقدِّم صورة مميزة أو حصرية حتى بلا مقابل مرات ومرات فمعنى الحدث أقوى من المعنى المادي لديه، لأن مهنة الصحافة بمفهومه رسالة وأخلاق.

أجمل كنز يمتلكه مروان هو الوفاء والمحبة والعطاء.

يسبقك بالتحية بالتقاط صورة لك عبارة عن مرحبا زميل أو مرحبا رفيق... مرحبا يا أوادم... بأمر عيونك... يعطيكم العافية.

يرسل الصورة إلى صفحتك أو إلى هاتفك مذيّلة بأسمى عبارات الاحترام والرقي واللطافة ودماثة الاخلاق.

يسبقك بالمعايدة في كل مناسبة وبالسؤال عن الاحوال. إنه مروان يا سادة، إنه زينة الرجال.

إنه مروان سريع البديهة، مغمور بالحيوية وصدق المشاعر، مجبول بعزة النفس والكرامة العالية ومتميز باللياقة واللباقة والاحترام والشهامة والنبل.

مروان عساف الصحافي المصور الشهير ـ الذي تنقل بين الاقتصاد والأعمال والمستقبل والسفير والأنباء،  وكان مديراً لقسم التصوير في مجلة المغترب، فإلى جريدة "النهار"،  الأحب إلى قلبه وعقله برمزية الشهيد جبران تويني، والذي يفتخر بعمله فيها لسنوات عديدة، إذ تصدرت صوره الصفحات الاولى عندما كانت الحدث ـ وعدَنا أن يعود إلى ساحات الحدث بعد حادث السير المروّع الذي أصابه في الرأس. وبعد الصلوات عند انتهاء العملية تأملنا بالخير لكن مضاعفات الحادث المتمثلة بالجلطات وهبوط الاوكسيجين والتهاب الرئة حطمت آمالنا وسرقته من قلب الحدث.

مروان عساف المصور الاسد، الاسمر الثاقب النظرات، ترك العدسة بلا صورة اليوم في خميس حزين مكلل بالأبيض مترجماً مشهدية انهيار الجبل العسّافي، الذي ترجّل ليبقى أسطورة النهار، والليل والحب والوفاء على صفحات التواصل الاجتماعي التي ضجت حزناً على غيابه القاسي وأسطورة الصورة والعطاء والنبل في قلوبنا المكسورة وفي قلوب كل الزملاء والأصدقاء الأوفياء.

مروان يا أكرم الزملاء، حرام عليك أن تغادرنا بلا وداع. وثّقت الحدث بعدستك الثاقبة واليوم أنت الحدث بعدسة كل الأحباء.

إلى جنات الخلد يا زميلي وصديقي ورفيقي مروان.