في كل محطة أو حدث أو مناسبة، ثمة لحظات كانت تلتقطها عدسة مروان عساف. هو مؤرخ المشهد، يقتنصه، يضفي عليه سحره، ثم يطبعه داخل ذاكرة كاميرته صورة تحكي قبل كل شيء عنه. عن إبداعه، وشغفه، وإحساسه وفنه، والأهم عن إنسانيته.
مروان عساف، ذاك الشاب الذي وجد ضالته في مهنة تجسد شخصيته المصقولة بكل الصفات الطيبة والمزايا الحميدة. فمن عرفه عن قرب لا بد أنه لمس فيه صفات الصدق والشهامة والمرؤة والطيبة، والمحبة التي كانت تغمر قلبه.
مروان عساف، الثائر دوما على الظلم والفساد منذ نشأته، وقد جسد تلك الثورة في ذاته من خلال إيمانه بفكر المعلم كمال جنبلاط ومبادئ حزبه الذي إنتسب اليه في الثمانينيات، وخاض معه معارك الشرف والدفاع عن الكرامة الوطنية، لاسيما مشاركته في إنتفاضة 6 شباط 1984 في بيروت. فقد كان دائما مثال الرجل المقدام والمقاتل المندفع من أجل القضايا الوطنية وهو الذي تربى في بيت مناضل.
عام 1990 ومع بداية خروج الوطن من محنته الطويلة، إختار المهنة الأحب الى قلبه. فحمل كاميرته يرصد فيها الأحداث ويشارك في تأريخها على صفحات الصحف. وكم من صورة جميلة ومعبرة تصدرت الأخبار على صفحات "الأنباء" كانت بعدسة مروان عساف.
مروان عساف صاحب الوجه البشوش والقلب الكبير والمحب، سنفتقدك.