إنطلاقا من كثرة الأقاويل والفرضيات حول لقاح الكورونا، وانقسام آراء المواطنين بين مؤيد لأخذ اللقاح، ومتخوف من فعاليته وتأثيراته السلبية، وحرصا منها على نشر التوعية إستنادا إلى الحقائق العلمية، وآراء الأطباء المختصين، نظمت خلية الأزمة في وكالة داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي، وقطاع الأطباء في جمعية الخريجين التقدميين-مكتب الشوف عبر تقنية Zoom، ندوة توعوية حول لقاح الكورونا، حاضر فيها مدير المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء والمواد الكيميائية في الجامعة اللبنانية و عضو لجنة وزارة الصحة العامة لإعطاء أذونات الإستعمال الطارئ للقاحات Covid-19 د. نزيه أبو شاهين، وأخصائية الأمراض الجرثومية والمعدية ورئيسة وحدة تقييم ومعالجة الأمراض الوبائية في عين وزين ميديكال فيليدج د. منال حمدان.
شارك في الندوة مفوض الداخلية هشام نصر الدين، رئيس جمعية الخريجين التقدميين ومفوض الخريجين في الحزب التقدمي الإشتراكي المهندس نضال جمال، مفوض المعلوماتية فراس أبو شقرا، وكيل داخلية الشوف د. عمر غنام، ممثلة مفوضية الخريجين في الشوف د. ميادة أبو عجرم، مسؤول قطاع الأطباء في الجمعية د. زهير عمر، مسؤول مكتب الشوف في القطاع، والمدير الطبي في مركز العرفان الطبي د. وليد محمود، أطباء، وعدد كبير من الأهالي والمهتمين.
غنام
وكيل داخلية الشوف د. غنام رحب بالمشاركين لافتا إلى تزامن هذه الندوة مع إطلاق عملية التطعيم بلقاح الكورونا، والتي بدأت مطلع الأسبوع الحالي في جميع أرجاء لبنان، مشيرا إلى "حملة التقدمي للوقاية من الكورونا" التي أطلقها الحزب، منذ ما يقارب السنة، وواكبت كل ما يتعلق بموضوع مكافحة الوباء، من نشر للتوعية، حملات إجراء فحوص PCR، تجهيز المستشفيات والمراكز الطبية، تأمين مراكز للحجر الصحي في جميع المناطق، حملات التعقيم في البلدات، وغيرها... وآخرها كان إطلاق مشروع العناية المنزلية Home Care, وكل ذلك بمتابعة دقيقة من رئيس الحزب وليد جنبلاط، الذي كان يقدم كل الدعم المادي والمعنوي. وأكد أن الحصول على اللقاح هو فرصتنا الوحيدة لمكافخة الفيروس, واكتساب مناعة مجتمعية، وإلا ذهبت سدى جميع الجهود التي بذلت سابقا.
محمود
وأوضح د. محمود أنه ومنذ بدء أزمة الكورونا، قام قطاع الأطباء في مكتب الشوف بتجنيد قسم من الأطباء في جميع معتمديات وكالة داخلية الشوف للتواصل المباشر مع مرضى الكورونا وتقديم الإستشارات الطبية لهم، وحالياً يتم العمل ضمن مشروع Home care بالتعاون مع مستشفى عين وزين، حيث أصبحت الأمور أكثر تنظيما.
بو شاهين
وإستهل د. نزيه بو شاهين محاضرته التي حملت عنوان "اللقاحات ما لها وما عليها" شارحا المراحل التي تستخدم في تطوير اي لقاح، والتي تستغرق في العادة أكثر من 15 عاما، موضحا السبب وراء تطوير لقاح الكورونا بهذه السرعة، أي في في مدة سنة وثلاثة أشهر، وذلك من خلال إستخدام تقنية MRNA والتي تستخدم منذ أكثر من عشر سنوات.
وتابع مؤكدا أن جميع اللقاحات التي حصلت على ترخيص وسماح الإستخدام الطارئ من إدارة الأغذية والعقاقير ومنظمة الصحة العالمية، آمنة وفعالة، مشيرا إلى أن لقاحي "موديرنا" و"فايزر" متشابهين بنسبة 95%، ويعملان بنفس التقنية، كما تطرق إلى خصائص لقاحات أخرى أثبتت نسبة فاعلية عالية في التجارب السريرية على عدد كبير من المتطوعين، ويتم إعتمادها في العديد من البلدان، لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية تعتبر اللقاح آمنا وقابلا للإستخدام إذا أثبت فاعليته بنسبة تفوق ال 50% .
وقال "سيصلنا وعلى دفعات عدة، بحدود مليونين جرعة من لقاح "أسترازينيكا" في أوائل شهر آذار، والدفعة الأولى منها ستكون 50 ألف جرعة للجامعة اللبنانية، وبعدها سيصل 50 الف جرعة أخرى للأشخاص المسجلين حسب الأولوية"، مؤكدا على أن هذا اللقاح قد حصل أيضا على موافقة منظمة الصحة العالمية، وهو آمن، وحاليا يجري إتفاق بين "سبوتنيك" و "أسترازينيكا- أكسفورد" لإجراء دراسة مشتركة حول إنتاج لقاح، يؤخذ بجرعة واحدة، بخلاف اللقاحات الأخرى التي يتم الحصول عليها من خلال جرعتين".
وأضاف "أن البنك الدولي سيقوم بتمويل 20% من الجرعات لأشخاص مقيمين في لبنان، لبنانيين كانوا أو غير لبنانيين، علما اننا بحاجة إلى نسبة تطعيم تتراوح بين 75% و 80% من نسبة السكان كي نكتسب مناعة مجتمعية، هذا الفرق، والذي هو بمعدل 50% سيؤمنه القطاع الخاص والمنظمات المجتمعية، وقد أصبح هذا الأمر ممكنا، خاصة بعد إصدار مجلس النواب القانون والتشريع اللازم للسماح بالإستيراد، وذلك عبر المستودعات الطبية الرسمية، والشركات الحاصلة على ترخيص من وزارة الصحة تسمح لها بموجبه بإستيراد الأدوية واللقاحات، والبيع يتم عبر وزارة الصحة من خلال آلية معينة، ذلك لأن المعامل والدول ترفض بيع القطاع الخاص".
واضاف "سيتم نهاية هذا الأسبوع إقرار آلية التلقيح للأشخاص الذين يريدون أخذ اللقاح بواسطة المنظمات المجتمعية، وليس عبر وزارة الصحة، والتي تتضمن شروط الإستيراد وكيفية التلقيح، وذلك في مستوصفات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، وتحت إشراف وزارة الصحة"، متحدثا عن تقنية تخزين مختلف انواع اللقاحات.
وأكد في ختام مداخلته "لو أن نظرية المؤامرة موجودة فعلا، لما كانت الدول الغنية تتقاتل لحجز وشراء لقاحات لشعوبها"، مشجعا المواطنين على تلقي اللقاح لأنه آمن وفعال والوسيلة الوحيدة لمكافحة الوباء، ومحذرا من إستقاء المعلومات من مواقع التواصل الإجتماعي، بل يجب الإستناد إلى الحقائق العلمية وآراء الأطباء.
حمدان
في مداخلتها "أولوية التلقيح والآلية المعتمدة" تحدثت د. منال حمدان عن الخطة الوطنية للتلقيح التي وضعتها وزارة الصحة العامة، والتي تطمح إلى تلقيح بين 70 % و 80% من السكان المقيمين في لبنان بين عامي 2021 و 2022، وأهدافها الحماية من تفشي الوباء من خلال التلقيح، التخفيف من إصابات الفئات المستهدفة كأولوية في تخفيض عدد الحالات التي تستدعي الدخول إلى العناية الفائقة وبالتالي تراجع عدد الوفيات.
وتابعت "الطواقم الطبية تنصح وتشجع الجميع على تلقي اللقاح لأسباب عديدة، واهمها التخلص من هذا الوباء" مشيرة إلى أنه مجاني ولن يكون هناك أية تعرفة مالية للحصول عليه، حتى في مراكز التلقيح الخاصة، وهو يستهدف جميع الأشخاص المقيمين في لبنان، بغض النظر عن الجنسية
وتابعت "اللقاح المعتمد في لبنان حاليا هو لقاح فايزر وهو مرخص للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 16 سنة، ويعطى من خلال جرعتين، مع فاصل زمني يتراوح بين 3 أسابيع و 4 أسابيع، وسيصل إلى لبنان على أربعة مراحل، مشيرة إلى المعايير التي تم إعتمادها للفئات المستهدفة، والتي لها الأولوية في حملات التلقيح، كالأطباء، الممرضين، والمسنين وغيرهم..."
وشددت د. حمدان على ضرورة تطعيم جميع الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، وذلك بعد إستشارة طبيبهم الخاص، وهم مرضى غسيل الكلى، مرضى القلب والأوعية الدموية، السكري، الضغط المرتفع، السمنة، السرطان، مرضى قسور الكلى وزرع الكلى، الإنسداد الرئوي المزمن والربو، نقص المناعة، الروماتيزم والتصلب اللويحي.
وتحدثت عن "رحلة المستفيد في مركز التلقيح" والتي تعتمدها جميع مراكز التلقيح وهي كالآتي: تسجيل، غرفة إنتظار مع مراعاة التباعد الإجتماعي، غرفة تلقيح، غرفة مراقبة العوارض الجانبية للقاح، الخروج والتعليمات" لافتة إلى أن المستفيد من اللقاح يحصل لدى خروجه على بطاقة التلقيح التي تتضمن معلومات عن الوقت التي تمت فيه عملية التلقيح، الجرعة، إسم الممرض، الرقم التسلسلي للقاح، وذلك من أجل المتابعة إذا ما حصل عوارض جانبية كبيرة.
وتطرقت إلى طرق التسجيل المسبق لأخذ اللقاح (الفردي، القطاعي، عبر الخط الساخن لغير القادرين الولوج إلى منصة التسجيل)، شارحة آلية التسجيل، مع التركيز على وجوب الإلتزام بإرشادات الوقاية في الفترة الممتدة بين الجرعة الأولى والثانية، وذلك لإحتمال الإصابة بالفيروس دون عوارض وبالتالي نقل العدوى للأشخاص الذين لو يتلقوا اللقاح بعد، لأن إكتساب الحماية المطلوبة تحدث بعد اخذ الجرعة الثانية من اللقاح.
وختمت حديثها داعية الجميع إلى الإيمان باللقاح، والإقتناع أنه الخلاص الوحيد لنا من هذا الوباء، مؤكدة أنه آمن، ولا يحتوي على أية شريحة أو جهاز تعقب كما يشاع
في ختام اللقاء أجاب كل من د. نزيه بو شاهين، ود. منال حمدان على أسئلة وإستفسارات المشاركين.
بإمكانكم مشاهدة الندوة عبر الرابط التالي:
https://www.facebook.com/505490999972299/videos/900989157322175/