Advertise here

"نيوفوبيا" اللقاح سببها إشاعات وأخبار مغلوطة.. وهذا ما ينصح به أهل الاختصاص

18 شباط 2021 14:55:49

مع بدء عمليّة التطعيم ضد كورونا في لبنان، تجهد الحملات في تشجيع الناس على تلقي اللقاح لكون كثيرون من اللبنانيين شعروا بفعل الكم الكبير من الإشاعات والمعلومات المغلوطة بخوف من هذه اللقاحات، وعدد كبير بعد لم يتسجّل في المنصة. 

وقد فعلت الFake News وبث الإشاعات، فعلها في تخويف الناس مما هو غير حقيقي وغير واقعي، وهذا ما يجب ان يتخطاه الجميع وأن يبادروا إلى التسجيل عبر المنصة الوطنية لأخذ اللقاح.

ويفسر علم النفس بشكل منطقي هذا القلق الذي يعيشه الناس بعد كل محاولات التخويف، فكيف يجب تخطي الأمر وبماذا ينصح أخصائيو علم النفس؟ 

تشرح الأخصائية والمعالجة النفسيّة شارلوت الخليل أنّ "كورونا هو فيروس جديد وغير مفهوم وغير واضح، والناس يعتبرون أن اللقاح لم يأخذ وقتاً للتجارب. والإنسان في طبعه يشكّ ويحب التأكّد، ويشعر بالخوف، خصوصاً عندما يتمّ تقديم شيء جديد وغير مجرّب بنظره على آخرين".

وتضيف الخليل في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة: "مثلما اختلفت ردّات الفعل على فيروس كورونا، بين أشخاص دخلوا في مرحلة الإنكار، وآخرين في مرحلة الهلع، والبعض كانت ردّات فعله متوازنة ومتزنة، ينطبق الأمر ذاته كذلك على اللقاح، ولكن مما جعل مسألة الخوف من اللقاح أعمق كان موجة الـ Fake News التي رافقته". 

فإذاً الحالة التي يشعر بها ويعيشها كثيرون تعرف بـ"نيوفوبيا"، وهي رهاب التجارب الجديدة والخوف المرضي من أيّ جديد، وهي تنطبق اليوم على مَن يشعرون بالخوف من اللقاح. وهنا تشير الخليل إلى أنّ "كثيرين قرأوا هذه الفترة أخباراً مغلوطة، وبغضّ النظر عن مدى مناعتهم النفسية وتحلّيهم بالمنطق والتحليل، فلا بدّ من أن يشعروا بالخوف. وهذا الأمر يجعل المواطنين متردّدين لجهة أخذ اللقاح وبالتالي يقرّرون الانتظار كوسيلة دفاعية للسماح لأنفسهم بمراقبة الوضع".

وتتابع الخليل: "لدى اللبنانيين أسئلة كثيرة حول الموضوع، والطريقة الوحيدة للإجابة عليها هي عبر المصادر العلميّة الموثوقة والأطباء، ومن خلال التوقف عن قراءة كلّ ما يتمّ نشره من أخبار مغلوطة. ومن جهة أخرى، فإن متابعة مواقع التواصل الاجتماعي حيث قد يكون بعض الأشخاص غير اختصاصيين لكنهم يتحدثون في أمور طبية كاللقاح، تؤثّر على مَن يعانون من هشاشة نفسيّة". 

وتخصّ الخليل في شرحها لبنان والوضع فيه، قائلة: "في لبنان الوضع مختلف قليلاً عن باقي دول العالم، إذ انّ موضوع الثقة باللقاح مرتبط بالثقة بالمنظومة والغش والفساد. فثقة الناس بالمنظومة التي تدير موضوع اللقاح ليست ثابتة بغض النظر عمّا إذا كانوا يثقون باللقاحات والفرق الطبية"، مضيفة: "أعتقد أنّ حملة تطعيم الأطباء التي نُقلت عبر وسائل الإعلام طمأنت العديد من المواطنين".

إذا مجموعة من العوامل مجتمعة تؤثر على الناس وآرائهم، والابتعاد عن الـFake News إحدى الوسائل لتخفيف التوتّر والقلق خصوصاً في ما يتعلّق باللقاح. 

"الناس تشعر بالخوف من المجهول ومما هو غير مؤكّد، وتحاول معرفته وفهمه، ومعظمهم ينتظرون آخرين ليتلقوا اللقاح قبلهم كي يطمئنوا. وكلّما ازداد عدد الأشخاص الذين يتلقون اللقاح سيشعر المواطنون أكثر بالطمأنينة وبالتالي سيزداد العدد تدريجاً وذلك نظراً للتأثير الجماعي" توضح الخليل، مؤكدة أنّ "الدقيق في موضوع كورونا تلازم رغبة الناس في التخلّص من الوباء وحالة الخوف والقلق التي يعانون منها في الوقت نفسه". 

وتختم الخليل ببصيص أمل، فتقول: "هذه المرحلة ستنقضي وليس هذا الوباء الوحيد الذي مرّ على البشريّة، والأكيد أننا سنتخطاه كما أعتقد أن لا حلّ آخر أمامنا غير اللقاح. والعودة التدريجيّة للحياة الطبيعية قد تكون صعبة على كثيرين ولكن يجب على كل شخص اتخاذ مسافة الأمان التي يشعر من خلالها بالراحة، وعندما يشعر بأنّ هذه الأمور تطوّرت وبدأت تؤثر على يومياته وحياته العائلية سلباً من المفضّل أن يستشير اختصاصيًّا". 

نعيش في قلق دائم والخوف لا يفارقنا حتى في أوقات فرحنا، وحتى الآن لا سبيل للخروج من هذه المحنة إلا عبر اللقاح الذي سبق وأن تلقاه كثيرون حول العالم، ووحدهم الأطباء المرجعيّة لتصويب الشكوك. وليكن عبء هذه الفترة أقلّ، فلنعمد إلى الحفاظ على روتين صحي ولنحاول أن نكون منتجين ولنحدّ من متابعة الأخبار السلبية.