بدأت مراحل فتح البلد تدريجيا، لكن ما من شيء واضح بالنسبة الى اعادة فتح المدارس، خصوصا وان عددا كبيرا من الأهالي خائفين على صحة أولادهم.
ومعلوم انه حتى اليوم لا يوجد اي لقاح سُمح باعطائهم للاولاد ما دون الـ16 سنة، في حين ان السلالات الجديدة او المتحورة من كورونا لا ترحم ابدا، وتتفشى بين الصغار كما الكبار.
طبيب الاطفال روني صياد الذي كان قد حذّر من اعادة فتح المدارس بعد عطلة اعياد الميلاد ورأس السنة، خشية من تفشي الوباء بين الاولاد ونقل الفيروس الى ذويهم وكبار السن في عائلاتهم، ماذا يقول اليوم عن فتح المدارس مع بدء حملة التلقيح؟
يشرح صياد ان الابحاث على الجرعة المناسبة للاطفال من اللقاح قد بدأت، موضحا ان الجرعة التي يتفاعل معها الاولاد والاطفال مختلفة عن تلك التي يتفاعل معها البالغون، لافتا الى ان الجرعة التي تعطى عادة للاطفال من كافة اللقاحات المعتمدة للامراض والفيروسات تقدّر بنصف الجرعة التي تعطى للبالغين، وقد يكون الامر مماثلا بالنسبة الى لقاح كورونا.
ويلفت صياد عبر وكالة "اخبار اليوم"، ان السماح باستخدام لقاح كورونا للاولاد لن يتأخر، وقد لا يتجاوز الامر الشهرين، لان البحث يتركز على كمية الجرعة فقط.
وردا على سؤال، يوضح صياد ان السياسة المعتمدة في مختلف دول العالم واضحة: بعد الانتهاء من حملات التلقيح لدى البالغين والتي يجب ان تشمل اكبر عدد من الناس التي يمكن ان تصاب بالعدوى، يفترض ان يبدأ الوباء بالانحسار تدريجيا نظرا لانخفاض اسباب التكاثر والانتشار.
وفي المرحلة الثانية، اي بعد انخفاض عدد الوفيات والمصابين الذين يحتاجون الى عناية فائقة، ينتقل التلقيح الى الاولاد على اعتبار ان هذه الفئة تنشر الفيروس اكثر من سواها. مع الاشارة هنا الى ان 99% من الاولاد الذين التقطوا عدوى كورونا لم يتأثروا بها كثيرا، حيث المشكلة ليس في التقاط الاولاد فيروس كورونا انما في نقل العدوى الى البالغين والمتقدمين في السن في عائلاتهم.
وفي هذا السياق، يعتبر صياد ان المدارس اماكن مكتظة، حيث يتواجد نحو 30 طالبا او اكثر في نفس الغرفة ، اضافة الى اللعب سوية، على خلاف المهن والموظفين اذ يجتمع بنفس الغرفة 3 او 5 اشخاص كحد اقصى.
اذاً، متى يفترض ان يعود الاولاد الى مقاعد الدراسة، يجيب: وفق ما نراه في العيادات وما يأتينا من اتصالات، بدأنا منذ مطلع الاسبوع الجاري نشهد انفخاضا في اعداد الاصابات، قائلا: من اليوم فصاعدا سينخفض عدد الاصابات بشكل تدريجي، اما بالنسبة الى عدد الوفيات الذي ما زال مرتفعا، فان ذلك نتيجة اصابة حصلت ربما منذ اكثر من شهر، مشيرا هنا الى ان بناء استراتيجية التعاطي مع الوباء لا يكون وفق عدد الوفيات بل الاصابات. وبالتالي يفترض ان يبدأ فتح المدارس بعد شهر، اي في الربع الاخير من آذار المقبل.
واذ خلص الى القول: بعد شهر يفترض ان يعاد فتح كافة قطاعات البلد: عدد الاصابات سينخفض كثيرا وسيعود الى نحو 200 اصابة يوميا بعدما وصلنا منذ شهر الى 8000، ختم الدكتور صياد قائلا: بوادر خير بدأت تسجل...