Advertise here

المعلم كمال جنبلاط قائد ومرشد

15 آذار 2019 13:46:10

ما احوجنا اليوم في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا الى قيادة صانعي القرارات، وما أحوج اللبنانين والعرب الى رؤيويين، ومفكرين، ومناضلين إنسانيين، أمثال المعلم الشهيد كمال جنبلاط. فحين تهب الجماهير في كل مكان، لإقامة المهرجانات والمناسبات وفاءً له، فإنما يفعلون ذلك، ليعلنوا من جديد، ولاءهم لنهجه، وخطه، ومواقفه الوطنية، ومسيرته السياسية والاجتماعية، والانمائية، اقتناعاً منهم بعظمة هذا المرشد، والقائد النضالي الكبير، ولا سيما وان استحضاره يذكرنا بقيادته للعمل الوطني، وكم كان فاعلاً ومؤثراً في حركة الاحداث والتغيير.

فالتأمل في معاني مسيرته، يشكل لنا معيناً، ومورداً، كي نستوحي، ونستلهم، انجازاته، واعماله، ورؤياه البعيدة المدى والافق، خاصة وان منعطفاً من تاريخنا، تمر به الازمة اللبنانية، كاد يكون المفصل الاول والاخير من تاريخ نضالنا، من اجل توطيد وتثبيت العدالة، والحرية، والديمقراطية، وإماطة هذا الوشاح الاسود عن وجه هذا الواقع الكالح والأليم.

إنّ الناظر لمسيرته عن كثب، يرى ان اهميته، تبدو جلية في دفعه بمسيرة الاصلاح السياسي، والتحديث على كل الاصعدة والمستويات، ولا سيما يوم امتشق برنامجاً ساهم في تقدم المناخ الوطني لا يزال اساساً صالحاً للحوار حتى يومنا هذا، محذراً أنه سيأتي يوم لا يمتلك فيه المارقون القدرة على تكملة المسيرة، ولا سيما منهم الذين يشيحون يوجوههم نحو التبعية والارتهان، وينتظرون يوم الهيمنة والتسلط، وقد استحوذت نفوسهم رغبة المنفعة، غير مدركين انهم، لن يستطيعوا صنع أي شيء ليجعلوه في متناول اليد.

واذا كنا اليوم، نعيد النظر في اسلوب العمل الوطني، الهادف الى التغيير، والذي لاقى المزيد من الدعم، والتأييد من جميع الفئات اللبنانية، خاصة منها التي تعاني القهر والظلم الاجتماعيين، فقد غدا من المسلمات، ان يكون موقف هذه القوى، المؤمنة بالتغيير، الالتفاف حول مسيرة المعلم كمال جنبلاط، في إطار لقاء جبهوي ديمقراطي لمواجهة المرحلة بالوعي الصحيح، حماية للمكتسبات السياسية، والاجتماعية.. التي حققّها، دون نسيان القضايا الكبرى..

وإذا كان برنامجه يتطلب منا، رعاية واحتضان المقاومة، المؤمن بها على طريقته الخاصة، فهذا تأكيد صادق لتطلعاته، وطموحاته، باتجاه الوحدة العربية الشاملة..

واذا كانت المقاومة، انتصرت على قاعدة العمق الوطني، وعلى قاعدة، حماية خلفيتها، سياسياً وأمنياً، فلأن رجالات، امثال المعلم، كانوا في اساس نواتها، ونشأتها، ومن ثمَّ انطلاقتها.
رجل، اهم ما في شخصيته المقاومة، أنها لم تكن طائفية الطابع، مذهبية الاتجاه، ولم تشكل فرقة او طلاقاً بينها وبين الجماهير، بل كانت تتفق مع ما تريده الاغلبية الرازحة تحت ضغط القهر، السياسي، والاقتصادي والاجتماعي. وضد دهاقين المال، وطواغيته..

وبكلمات، كان المعلم المهدّئ يوم عصفت بلبنان حرب ضورس، كنا أعجز من ان نطفئ اوارها، وهي في المهد، حاملاً برنامجاً اصلاحياً،سياسياً، حفاظاً على مقوماته ومكوناته..

إنه رجل السلام، النابذ للعنف، الجاهد من أجل وأد الفتنة، ومنعها من الهبوب في بداياتها.

إنه، المزاوج بين نضاله الوطني والقومي، إنه القائل: إن الحرب ما كانت لتشتعل، لو سًمح للبنانيين، ان يعالجوا مشاكلهم، ويعيدوا النظر في اوضاعهم.

إنه، رجل الانفتاح، والالتقاء، والحوار، واليد الممدودة، في كل وقت، والمساهم في صنع القرارات، واستقلال لبنان.

إنه، فعلا القائد والمرشد.