Advertise here

عذراً يا عيد الحب

14 شباط 2021 14:30:36

أين الحب في بلدي، وحاكمه خائن.
أين الحب في بلدي، ويسقط لنا كل يوم شهيد.
أين الحب في بلدي، وقضاؤه شبه ميّت.
أين الحب في بلدي وجيشه وقواه الأمنية مرتهنة لنظامٍ يعطي الأمر بضرب أهالي شهداء المرفأ.

وتسألوننا، أين الورد الأحمر في وطني؟ لقد نفدَ على قبور الشهداء من الكمال للرفيق، لشهداء بيروت، لشهداء الكلمة الحرة.

منذ عام 2005 أصبح الحب مغمساً بالدماء. قتلوا رفيق وجعلوا أمّ الدنيا ترتدي السواد.

اغتالوا الحلم، وكسروا الأمل. قتلوا الحب، ولكنه انتفض شعباً حراً مستقلاً، وحرّرناك آنذاك يا لبنان من النظام السوري الذي قتل رفيق الحريري، هو وأعوانه في لبنان.
وأصبحت مقاومتهم مزيّفة.
وسلاحهم غدر...

يا رفيق الحريري، ماذا نخبركَ؟ أنخبرك أنه وبعد سبعة عشر عاماً من استشهادكَ لا زال القتلة دون عقاب، وبيروت التي أحببتَ أصبحتْ رماداً بفضلهم. وصلوا لِما أرادوا. دمّروا ما بنيتَ، وأرجعوا لبناننا ثلاثين سنة إلى الوراء. قتلوا شعبه. جوّعوا أطفاله. قتلوا نساءه. عهدهم عهد الذل.
مَن عطّل البلد؟ هم لا زالوا كما كانوا ولم يتغيّروا. فرضوا علينا عونهم رئيساً أو لتكن حرباً، كما فعلوا في العام 1989، وهم أنفسهم من يطلبون اليوم الثُلت المعطِّل.
راكضون وراء مصالحهم، ولبنان يغرق عربياً، ودولياً، وشعباً، واقتصادياً....
هل نخبركَ أن الحرية أصبحت بعدك خلف القضبان.

يعتقلوننا إن تكلّمنا. يهدّدوننا ويقتلوننا بكاتم رصاصهم. الوعد الوحيد الذي صدق به أنه أوصلنا إلى جهنّم.

فعهداً علينا يا رفيق أنّه كما حرّرنا لبنان في 2005، سنعود ونحرّر بعبدا من جديد، فنحن شهداء أحياء ولن يرعبنا رصاصهم الكاتم للصوت، ولا اعتقالاتهم. نقولها لكم للمرة الثانية. 

لن نسكت اعتقلونا.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".