علق عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله على زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا بالقول "يا ليتها لم تكن، فلسنا بحاجة الى المزيد من التشاؤوم والمزيد من الإتهامات المتبادلة فالشعب في مكان آخر".
وقال عبدالله في حديثٍ لـ "أن بي أن": "إذا كانت الأكثرية ستفرض شروطها على الحكومة الجدية ويكون الحريري حارساً لقرارات الآخرين، وإذا كان ليس له صلاحية كاملة للقيام بخطوات إصلاحية جذرية تعالج الإنهيار الموجود وتعطي رسالة إطمئنان للداخل والخارج، فالأفضل عدم الإستمرار، مضيفا الواضح أنه هناك تعنت في مكان ما مستمر، وهناك حسابات للتوريث السياسي حتى في هذه الظروف الصعبة، وأتمنى أن لا يكون هذا التوريث مدعوماً".
وتابع، "إذا كان قدرنا في لبنان أن ننتظر زيارات الغير الى الغير ومبادرات الإدارات الجديدة مع الإتفاقات القديمة فأعتقد أننا سننتظر كثيراً، وإذا إستمرينا على هذا المنوال على إيقاع الأزمة الإقتصادية والإجتماعية فالتفلت الأمني سيكون هائلا، فمع أهمية هذه الزيارات وأهمية المعادلات الإقليمية والتغيرات التي يمكن أن تحصل من قبل الإدارة الأميركية الجديدة بتعاطيها مع معادلات المنطقة تبقى مسؤولية اللبنانيين، أين يلتزم هؤلاء الدستور؟، رئيس الجمهورية مؤتمن على الدستور هل الدستور أن يترك بلده يحترق؟ وهو يمارس دور الرئيس حسب إتفاق الدوحة وليس حسب إتفاق الطائف، وحصة رئيس الجمهورية بدعة جديدة ظهرت في الدوحة ولم تكن موجودة في الطائف. مشدداً على "أننا لازلنا في نظام برلماني إلا إذا كان هناك أحد يحلم أننا سنعود الى النظام الرئاسي ويتلطى وراءها التيار الوطني الحر تحت حجة أننا لا نريد شيئا لأنفسنا، ولن نتحاور مع الرئيس الحريري، لم نسمه وربما لن نعطيه الثقة، ولكن تحت غطاء التوازن الوطني والدور المسيحي بالحكومة يفتعلون هذه المشكلة وكل الخطة المعمول بها أن يكون هناك ثلث معطل مخرب كما جرى سابقاً".
وأشار عبدالله إلى أننا على قاب قوسين عن رفع الدعم عن المحروقات والمستلزمات الطبية والغذائية والأدوية فمن يتحمل هذا الأمر؟
وتابع: "كل الكتل السياسية متوافقة على أننا لا يمكننا أن نستمر بهذا الهدر والإستنزاف لإيداعات الناس التي يذهب قسم منها للناس والقسم الأكبر للمهربين والتجار الكبار، وإذا إستمرينا بهذا المنحى يكون فخامة الرئيس يمارس دور حرق البلد غير آبه بمعاناة الناس ومتجاوزاً كل أعراف الدستور والطائف على حساب توريث جبران باسيل".
وإعتبر عبدالله أن "الفريق الحاكم يريد سعد الحريري عارٍ من حلفائه، ومطلوب أن يكون سعد الحريري داخل على حكومة من دون حلفاء، والهدف أن تبقى السلطة بيد فريق واحد، بالواجهة التيار الوطني الحر وحلفائه من خلفه، والمشكلة ليست داخلية فقط فنحن شهدنا في المرحلة الأولى محاولة إجهاض الخطوة الأولى للمبادرة الفرنسية من قبل الأميركي والإيراني، الإدارة الأميركية تغيرت فتغيرت العلاقة بين الفرنسي والأميركي، ولكن الواضح أن الفريق الإيراني لا زال يعتبر أن لبنان ساحة وأن هذا البلد ورقة تفاوض".
وتساءل عبدالله "ما نفع الحصص وما قيمة العشرين وزيرا إذا لم تتشكل حكومة قادرة بالحد الأدنى الحصول على ثقة المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي والمجتمع العربي والخليجي؟"
وأضاف: "الحكومة الحالية هي ملك فريق الأكثرية، أغرقت البلد أكثر بالإنهيار والجوع والفوضى والتشتت الأمني، وهذه الحكومة من صنيعتهم وفشلهم، وهذا البلد إذا إستمر بهذه الطريقة فالكيان سينتهي. والدعوة الى مؤتمر تأسيسي ضمن أي موازين قوى، والى ماذا سيؤدي هذا المؤتمر، فإذاً المطلوب إفلاس البلد".
وقال: "الذي عطل البلد سنتين ونصف ليأتي برئيس، اليوم يعطل البلد ليخرب البلد".
وعن زيارة الحريري لفرنسا قال عبدالله: " زرنا فرنسا والإمارات ويمكن أن نزور السعودية والمشكلة الأساسية في مكان آخر، وأنا بما أمثل كلنا نطالب حزب الله بممارسة ضغط أكبر لإمكانية تشكيل حكومة".
وختم عبدالله بالقول: "البلد سينهار كلياً والناس لن تنتظر سنتين، وإذا كنا لازلنا مراهنين أنه لدينا أجهزة أمنية في البلد فهذا العسكري أو الضابط عندما يرتفع سعر الدولار اكثر وزيادة التضخم ويصبح راتبه لا يكفيه حتى لتأمين الطعام له وحده، فعندها سيكون هناك مشهد آخر".