Advertise here

اللقاح بالتوازي مع التشدد في إجراءات الوقاية يُوصل اللبنانيين الى أمانٍ صحي

فريق التعطيل يضرب فرص إنقاذ لبنان.. عون يضع تشكيلة الحكومة في جارور التشكيلات القضائية

12 شباط 2021 05:44:00 - آخر تحديث: 12 شباط 2021 06:56:33

فيما ضمّت أرض الضاحية الجنوبية لبيروت أمس جثمان الشهيد لقمان سليم في تشييع شعبي وروحي ودبلوماسي مهيب حمل رسالة وفاء للراحل ورسالة إصرار على الحقيقة في جريمة اغتياله، فإن الواقع السياسي شهد إصراراً على التعطيل. إذ إن كل التوقعات التي انتشرت في أعقاب اللقاءات الخارجية للرئيس المكلف سعد الحريري وآخرها العشاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والتي اعتبر أصحابها أن ثمة جديداً يمكن تحقيقه في ملف تأليف الحكومة، تلاشت مع إعلان فريق التعطيل المحلي تمسكه بضرب المساعي الآيلة لخلق فرصة متاحة لإمكانية تشغيل محركات التشكيل، ومعها ضرب أي فرصة متاحة لإنقاذ لبنان.

وعلى خلفية هذا الاصرار على التعطيل ممن يدير الدولة، أتت الإشارة الفرنسية لتؤكد أن لا جديد، من خلال ما كشفه مصدر في الإليزيه بأن الرئيس الفرنسي لن يزور لبنان ما لم تتقدم الأمور في البلاد ويتم تشكيل حكومة.

وبانتظار ما سيعلنه الحريري يوم الأحد المقبل في الذكرى السادسة عشرة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري تبقى الأمور في دائرة التكهنات، خاصة مع ترك مصادر بيت الوسط الموقف معلّقاً حتى موعد كلمة الحريري.

مصادر تكتل "لبنان القوي" أكدت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية "بقاء الأمور على حالها"، معتبرة أنه "إذا لم يحصل أي لقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف فهذا يعني أن الأمور ليست على ما يرام، وهناك مشكلة يجب معالجتها بينهما، وهذه المشكلة لا تحل في باريس ولا في القاهرة ولا في اسطنبول، بل في إجتماع الرئيسين عون والحريري".

وعن التشكيلة الحكومية التي كان قدمها الحريري لعون منذ شهرين، اعتبرت المصادر أنه "لو كانت هذه التشكيلة مقبولة لكان رئيس الجمهورية وقعها وصدرت مراسيمها، ما يعني أنها غير مطابقة لما إتفق عليه الرئيسان". أما اللقاءات الـ 16 التي عقدت بين الرئيسين في قصر بعبدا، فقد رأت المصادر أنها "لم تحرز أي تقدم بسبب تعنت الحريري"، وكررت مقولة إن الحل يكون "بوحدة المعاير وعدم حرمان أي فريق سياسي من المشاركة في الحكومة".

مصادر مراقبة وصفت الوضع في حديث الى جريدة "الأنباء" الإلكترونية "بالمأزوم جدًا"، مقللة من أهمية كل مبادرات الخارج "لأنها تصطدم حتما بموقف عون المتصلب الذي لم يعد لديه الرغبة بالتعاون مع الحريري"، وشبّهت مسودة التشكيلة الحكومية التي سلمها الحريري الى عون منذ شهرين بالتشكيلات القضائية التي لم يوقعها عون.

وفي الوقت نفسه كشفت المصادر عن "مساع غربية لإعادة وصل ما إنقطع بين لبنان والخليج، وخاصة السعودية، لأن غياب السعودية عن دعم لبنان فتح الباب لتمادي قوى الهيمنة أكثر على قرار السلطة السياسية المتمثلة بالرئيس عون وفريقه السياسي".

بدوره عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي دعا عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية الى "تشكيل الحكومة بأسرع وقت لأن هناك وضعا اقتصاديا وصحيا لم يعد مقبولاً"، غامزًا من "قناة الفلتان والسرقات التي تحصل في أكثر من منطقة، وكله نتيجة العوز والفقر".

وعن تمسك التيار الوطني الحر بالثلث المعطل، أشار عراجي الى أن الحريري سيكشف ما لديه من معلومات، معربا عن تشاؤمه من ربط زيارة ماكرون الى لبنان بتشكيل الحكومة بما يؤشر إلى أن العقد ما زالت كما هي.

وفي سياق آخر، لفتت مصادر عين التينة لـ "الأنباء" الإلكترونية الى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لجان المال والموازنة والصحة والشؤون الإجتماعية الى عقد إجتماع مشترك يوم الثلثاء لدراسة قرض البنك الدولي المقدر بمبلغ 246 مليون دولار، والذي سيوزع على الأسر الأكثر فقرا، وأشارت الى إهتمام الرئيس بري البالغ في هذا الموضوع، وأنه كان يأمل بأن تشكل الحكومة الجديدة كي تتولى بنفسها توزيع هذا المبلغ للعائلات المحتاجة التي تضاعف عددها منذ بداية الازمة.

وعلى خط كورونا، أوضح عراجي بصفته رئيس لجنة الصحة النيابية أن أرقام الفحوصات الإيجابية لا تزال مرتفعة، متخوفا من عدم الإلتزام بالوقاية المطلوبة بعد الرفع التدريجي لخطة الطوارئ، "لأن ما نشهده من فوضى وعدم وضع الكمامة لا يبشر بالخير اطلاقاً، وإذا استمر الوضع كذلك سنكون أمام فوضى جديدة كتلك التي حصلت في كانون أول الماضي".

وعن أرقام المسجلين لطلب اللقاح، أشار عراجي الى أن العدد لغاية تاريخه بلغ نصف مليون شخص بما يوازي 10 في المئة من عدد المقيمين، معتبرا أنه مع وصول الدفعة الأولى من اللقاح يوم السبت والبدء بالتلقيح والتأكد من عدم حصول عوارض جانبية فإن الإقبال على تسجيل الأسماء سيتضاعف، مؤكدا أن لا شيء غير اللقاح سيوصلنا الى بر الأمان.