لو انتشر فايروس قاتل في العالم، وأغلقت الدول حدودها وانعزلت خوفاً من الموت المتنقل، ستنقسم الأمم بالغالب إلى فئتين: فئة تمتلك أدوات المعرفة وتعمل ليلاً نهاراً لاكتشاف العلاج، والفئة الأخرى تنتظر مصيرها المحتوم!!..
وقتها ستفهم المجتمعات أن العلم ليس أداةً للترفيه، بل وسيلة للنجاة.. (مصطفى محمود)
صاحب هذه المقولة توفي سنة 2009.
سقطت أسطورة الأموال، واكتشفنا أنها عاجزة أمامه، وهو متناهٍ في الصغر...
سقطت مقولة الأموال هي الأساس، ولم تعد تصنع السعادة والرفاهية، والحماية، والاستقرار، واللّامبالاة عند البعض.
وتساوى الغني والفقير.
وتبخرت نصف ثروات العالم في سنة وشهور بحثاً بمختبرات عن علاج أو لقاح، أو وقاية...
وسقطت أسطورة الأغنياء والعظماء كلهم تساووا، ولم يبقَ فيه VIP. وكلهم أضحوا من غير حماية، ولا جاه وعز، وتفاخر واستكبار، وتعالٍ وعنجهية..
لكن استمرت أسطورة العطاء، العطاء بالخير...
سقطت أسطورة "أنا مهم، وأهم من غيري". أهميّته راحت، والتحكم والتعالي لم يعد له أي داعٍ. كله قاعدٌ في البيت قلق وراء "ماسك"...
والبعض يفكر بعنجهية ومواعظ واهية...
سقطت أسطورة العمر. والموت الذي لم يكن على بالهم، هو أقرب لنا ولهم من الأنفاس.. وبعدما كنا نحتفل بالعمر ، بقيت السماء على بالنا كل يوم ،وصرنا نحسب لها ألف حساب...
وصرنا نتلقّط بثلث الأوكسِجين لنكمل الأنفاس..
والبعض الأناني يتلقّطون بثلث معطّل..
وسقطت "الخلافات والخناقات". نتخانق ونختلف مع مَن، وعلى ماذا، ولماذا، وكيف؟؟!!..
واكتشفنا أن خلافاتنا على مضي الأيام ذهبت منا ، وأضعنا العمر في الكراهية، والغلّ، والظلم..
والبعض استمر بخلافاته على منصبٍ وكرسيّ..
وسقطت مقولة "غداً ". الإثنين صار مثل الثلاثاء والأربعاء مثل الخميس، كل يوم مثل الآخر..
وهكذا أصبح العمر ينسال منا، وصرنا نندم على كل وقت كنا نضيّعه من غير رسالة حب، ومحبة، وتصافح أو لقاء يعطي لحياتنا معنى. وغدا البعض ينتظر الغد ليعرف سعر ربطة الخبز، والمعيشة، والمازوت، والدواء. والبعض ينتظر سعر صرف الدولار، والبعض ينتظر بورصة المناصب...
سقطت أسطورة "العلم الاصطناعي" فمن كان يعتبر نفسه قادراً على كل شيء، بقي واقفاً عاجزاً أمام فيروس. "والعلماء الذين شكّكوا بالله وكلامه، وكسروا وصاياه، وكفروا فيه، وألحدوا نظامه، أصبحوا يدعونه أن يعلمهم ويلهمهم المخرج من هذا الجحيم...
"وظنّوا أن لا ملجأ من الله إلّا إليه، ثم تاب عليهم ليتوبوا"
سقطت حالة "الدول العظمى". لا باسبورات أمريكا، ولا كندا، ولا أوروبا، ولا استراليا، وغيرها.. والحماية عندهم صارت أقلّ مما هي عندنا.
لا يوجد بلد محمي أكثر من غيره، ولا مكان تهرع إليه، حتى السفر غير متوافر...
وتساوت كل البلاد بالقلق والبطالة والمجاعة...
وعند البعض، "محمية لتهافتهم وجرائمهم"...
واتّضح مَن مع الناس وللناس، وأحسّ بوجعهم وقلقهم، وكانوا باهتمامهم وسهرهم نصف العلاج...
قد يكون البعض بأنانيّتهم هم الفايروس بنفسه الذي أصاب الوطن، ولربما كورونا هو العلاج؟؟!!..
وقد استوقفني قول الله تعالى:
"حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت".
الأرض كلها رغم كبرها واتّساعها كأنها ضاقت فعلاً علينا، ثم اقرأ قوله تعالى:
"وضاقت عليهم أنفسهم، فضاقت علينا أنفسنا.."
كورونا، صدّقوني ستنتهي، وأقرب مما تظنّون...
لكن حذارِ بعد أن تنتهي أن تصدق أساطير الدنيا التي ضحكت فيها علينا وشغلت قلوبنا...
وأبعدتنا عن حب الله، وخدمته، وسماه، وأبديّته...
لنصلِّ جميعاً...
في الوقاية، والوعي، والعقلانية، نصمد وننجح بالخلاص. فالخير والنور قادمان لا محالة، وبقوة...
اللهم...إنّا نستغفرك استغفاراً يطهّر النفوس من أوزارها، ونشهد لك شهادةً نحشر تحت ظلالها.
أودِع بقلوبنا، وبألسنتنا، مايهدينا بك وإليك...
وارزقنا حمداً يملأ الميزان، وتوبةً صادقةً تدخلنا الجنان، ونوراً وهداية بالإيمان، وبالوطن، والإنسان.