Advertise here

الزيارة القطرية تتكامل مع المبادرة الفرنسية.. وضغط دولي مرتقب

09 شباط 2021 15:52:45

في زيارة أعلن عنها فجأة، لم يحضّر لها مسبقا كما في الزيارات الدبلوماسية العادية، حط نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في بيروت، على عجل، في مهمة لم تتّضح جوانبها كلّها بعد، الا ان ما ظهر منها، انطلاقا مما قاله بعيد زيارته رئيس الجمهورية ميشال عون قبل ظهر اليوم، هو انه يحمل رسالة "حث" الى المسؤولين اللبنانيين.

فقد قال من بعبدا: تشكيل الحكومة شأن داخلي وقطر تربطها علاقات جيدة مع جميع الأطراف ولا يوجد حتى الآن اي دعوة للاطراف الخارجية للتشاور ونتمنى ان يخرج الحل من بيروت، مضيفا ردا على سؤال "رسالتنا للبنان رسالة دعم ونتمنى من الجميع الدفع باتجاه تشكيل حكومة. وتابع: حملنا رسالة سمو الامير لفخامة الرئيس وهي تجديد لدعم دولة قطر للبنان والحث وتشجيع الاطراف للوصول الى تشكيل حكومة. وعن  المساعدات التي قد تقدم من قطر، اعلن ان "ستكون على شكل برامج ومشاريع لاحداث فارق في اقتصاد الدولة وهذا الامر يتطلب حكومة مستقرة لكي تستطيع قطر التعاون معها". وحول المبادرة الفرنسية، قال: لا نسعى لنسف المبادرة الفرنسية بل نعمل على استكمال المساعي الدولية لتشكيل حكومة.

بحسب مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، الزيارة القطرية تتكامل مع المبادرة الفرنسية، شأنها شأن زيارة مسؤولين في جامعة الدول العربية الى بيروت منذ اسابيع، وتتلاقى ايضا مع الموقف البابوي الذي أطلقه امس البابا فرنسيس من الفاتيكان. وهذه الجهود، لا تتعارض، بل على العكس. فبعد هذه المحطات والمواقف كلّها، بات بالامكان القول ان ثمة ضغطا دوليا سيتكثّف في المرحلة المقبلة، وسيكون منسّقا بين باريس والاوروبيين عموما والعرب وحتى الخليجيين عبر القطريين، ليست الولايات المتحدة بعيدة منه ايضا، لمحاولة إخراج الحكومة الى الضوء بعد اشهر من التعثر.

وفيما الرئيس المكلف سعد الحريري موجود في فرنسا حيث سيلتقي رئيسها ايمانويل ماكرون وعددا من المسؤولين، وذلك قبيل ايفاد الاخير مستشاره باتريك دوريل الى بيروت نهاية الاسبوع، تشير المصادر الى ان "القطريين يحاولون اعتماد وسيلة جديدة لدفع المسؤولين اللبنانيين المتخاصمين، الى تقديم تنازلات وتسهيل التشكيل. وهذه الاداة هي الاغراءات المالية والمادية، عساها تنفع حيث فشلت المبادرة الفرنسية المقتصرة حتى الساعة، على اتصالات مع المعنيين بالتشكيل".

فقد اكد الدبلوماسي القطري بوضوح اليوم ان الدعم المالي والمساعدات للبنان جاهزان، الا انهما يحتاجان اولا، الى تشكيل حكومة، قادرة على نيل ثقة الخارج، وعندها "خذوا ما يدهش العالم"، لكن من دون هذه الحكومة، لن يصل الى بيروت اي فلس او قرش. فهل ستنفع هذه الوسيلة في إنزال اهل المنظومة عن شجرة شروطهم العالية ام سيبقى التشكيل اسير المطالب والمطالب الفئوية المضادة، ومعه البلاد والعباد المنهارين اقتصاديا ومعيشيا وماليا وصحيا؟

على اي حال، ما صدر عن المتصارعين اليوم لا يبشّر بالخير، تضيف المصادر، بل يدل الى ان التصلّب على حاله. فقد أكد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية لحظات قبيل لقاء عون-بن عبدالرحمن "ان بعض السياسيين والإعلاميين يستعمل عبارات "تنازلات" ينبغي أن يقدمها الرئيس عون في معرض الحديث عن مخارج لتشكيل الحكومة العتيدة. والصحيح ان ما يسمى بـ "تنازلات" هو في الواقع حقوق دستورية يحرص رئيس الجمهورية على المحافظة عليها والمناداة بتحقيقها". واضاف "نذكّر بأن استمرار البعض في الادعاء عن مطالبة الرئيس عون بــ "الثلث المعطل"، على رغم النفي المتكرر لذلك، يدلّ على افتقار الحجج الموضوعية واللجوء الى حجج غير واقعية ومختلقة على قاعدة "عنزة ولو طارت".