Advertise here

أنور الفطايري.. شهيد الإيمان بلبنان الواحد المتنوع

09 شباط 2021 12:49:00 - آخر تحديث: 09 شباط 2021 13:21:07

عندما كانت الحرب تأكل الأخضر واليابس، وفي عز الإنقسام الداخلي كان وليد جنبلاط يجهد لوضع حد للمآسي. أحد مآسي تلك الحقبة كان نزوح المسيحيين من قرى الجبل بفعل حرب فُرضت قسراً على أهله فأجبرتهم على قتال لم يكن من مفر لتجنبه.

كان وليد جنبلاط يدرك أن إعادة اللحمة في الجبل هي بداية الطريق لوقف الحرب، ولإعادة اللحمة بين جميع اللبنانيين، لما يشكله الجبل من نموذج تاريخي في التعايش والأخوّة المبنية على قواعد التعددية والإحترام. 

عام 1989 دعا جنبلاط إلى مؤتمر بيت الدين الشهير الذي أسس لعودة المهجرين، وكان إنطلاقة العمل الفعلي لتجاوز مآسي الحرب والتأسيس لمستقبل يرتكز على الإستفادة من التجارب الأليمة والمرة التي مرّ بها لبنان. 

نجح المؤتمر في رسم خريطة طريق، كُلف أنور الفطايري في ترجمة مساراتها على الأرض، ومعه جورج ديب نعمة، حيث توليا القيام بجولات في البلدات والقرى تهيأ الأرضية لعودة المهجرين. 

كانت الحرب تنهي فصولها، وكانت المشاريع الكبرى تحاول تحصيل مكاسبها قبل انتهاء الحرب، وهي بالنسبة لهؤلاء اللاعبين أهم من عودة المهجر إلى بيته، وعودة الجبل إلى تاريخه ونموذجه الراقي في الإلفة والمحبة والعيش الواحد، فسقط أنور الفطايري شهيداً لرسالة دموية أخرى تقول لوليد جنبلاط ممنوع عليك إعادة بناء مجتمع كان أساس فكرة التعددية التي قام عليها لبنان. لكن الرسالة التي وصلت على دماء أنور لم توقف العمل.
 
أنور الفطايري سقط شهيد الإيمان بلبنان الواحد الموحد، السيد المستقل، بكل ما فيه من تنوع. سقط ليبقى الجبل منارة لبنان عكس كل رسائل الفتنة بالأمس واليوم.