Advertise here

الفاتيكان على خط المساعي... و"مناورة" باسيل مكشوفة بالاتجاهين: بيان الترحيب وزيارة بكركي

09 شباط 2021 05:54:00 - آخر تحديث: 09 شباط 2021 12:38:19

من جديد يُظهِر بعض الخارج حرصاً على لبنان على عكس بعض الداخل الممعن في التعطيل وقتل البلاد تدريجياً. وقد شكلت رسالة البابا فرنسيس أمس دفعاً جديداً باتجاه المساعي لتجنيب لبنان الانهيار التام، حيث دعا الحبر الأعظم إلى التزام دولي يساهم بتعزيز الاستقرار بعدما فقد هذا البلد هويته الوطنية وانغمس داخل التجاذبات والتوترات الاقليمية، وطالب الزعماء السياسيين والدينيين بوضع مصالحهم الخاصة جانباً والالتزام بتحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات، والعمل بطريقة شفافة، وتحمّل نتائج أفعالهم.

وإذا كان كلام البابا قابله "بمناورة مكشوفة" النائب جبران باسيل، فإن مصادر سياسية رأت في كلام البابا فرنسيس استكمالاً للتطورات الإيجابية التي ظهرت في الأسبوع الماضي بعد الحديث عن تقارب أميركي - فرنسي بخصوص لبنان، واستغربت أن ينبري باسيل للترحيب بهذا الكلام فيما هو يستهدفه في طليعة المعرقلين لتقدم البلد.

وفي حين ربطت المصادر بين حديث البابا والمساعي التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد إعلانه عن استئناف مبادرته لتشكيل الحكومة وإبداء الرغبة بزيارة لبنان، وصف أمين سر البطريركية المارونية في بكركي، المطران سمير مظلوم، كلام البابا في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية بأنه "يدل على محبة قداسته للبنان، وفي الوقت ذاته ينمّ عن قلق كبير من ناحيته تجاه هذا البلد وما يحصل فيه، داعياً المسؤولين فيه أن يعوا مسؤولياتهم ومصيرهم، كما يذكّرنا بالعلاقات بين الفاتيكان ولبنان عبر التاريخ. فالفاتيكان يعلّق أهمية كبرى على هذا البلد الرسالة، كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني"، وتمنّى مظلوم أن "يساعد هذا الموقف على حلحلة الأزمة، وأن يكون هناك تجاوب من قبل المسؤولين مع هذا النداء، وأن يأخذوا به، لا أن يتجاهلوه، كما تجاهلوا المساعي التي قامت بها بكركي".

من جهته، وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب نزيه نجم كلام البابا "بالممتاز، وهو يأتي في محلّه"، معتبراً عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن "البابا فرنسيس، والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والمطران الياس عودة، وجميع رؤساء الطوائف الإسلامية يتحدثون بكلامٍ جامع"، متّهماً "فريقاً واحداً" من اللبنانيين بأنه "يتحدث بكلام غير جامع". ولكن "الكلام الجامع لا يُصرف إلا عند رئيس الجمهورية الذي عليه أن يكون فوق الطوائف كلها، وأن يكون صاحب المقام العالي في الدولة، لا أن يتحول إلى فريق ويطالب بالمحاصصة وتقاسم المغانم".

نجم غمز من قناة زيارة وفد التيار الوطني الحر الذي التقى الراعي، والتصريح الذي أدلى به على بوابة الصرح، سائلاً: "ألم يعرف هؤلاء أن الرئيس المكلّف قدّم مسودة التشكيلة الحكومية للرئيس ميشال عون منذ منتصف تشرين الأول الماضي، فلماذا يطلبون منه الذهاب إلى بعبدا للتباحث مع رئيس الجمهورية بخصوص تشكيل الحكومة؟ فإذا كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة، وإذا كانوا يعلمون فالمصيبة أكبر".

عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنيس نصار وصف في حديث لجريدة "الانباء" الالكترونية موقف البابا فرنسيس "بالوطني أكثر من نصف الزعماء اللبنانيين"، متمنّياً ان "يلاقي هذا الكلام أُذُناً صاغية لدى المسؤولين، وأن تتضافر جهودهم لحل الأزمة وفي مقدمها تشكيل الحكومة".

نصار رأى أن "الوضع في لبنان ذاهب باتجاه حركة دولية انطلاقاً من صرخة البطريرك الراعي وموقف قداسة البابا، والدخول الأميركي على الخط بطلب من فرنسا".

وفي تعليقه على زيارة وفد من التيار الوطني الحر إلى بكركي، قال نصار: "هلق وعيوا بعد 15 سنة على تفاهم مار مخايل أنهم لم يستطيعوا بناء دولة. فليس المهم ما نقول بل المهم ماذا فعلنا للبلد".

بدوره، اعتبر الوزير السابق آلان حكيم في حديثٍ لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن "كلام البابا لا يختلف عن كلام المجتمع الدولي وحلفاء لبنان، فهو بذات المنهج ويتطابق مع المبادئ السيادية للبنان، وهو نفس الكلام الذي نسمعه من صندوق النقد الدولي والمجتمعات التي تهتم بلبنان. المطالب واحدة، ولكن المهم أن نعتمد على أنفسنا، وليس علينا أن نعتمد على أحد، فالأمور بيد الشعب. فهل نحن نريد دولة أم لا؟ والبرهان اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم الذي كان يطالب بالوطنية وبالمواطنة. وما قاله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتطابق مع ما قاله البابا، وهو ما يكرره كل اسبوع البطريرك الراعي، والمطران عودة، والرئيس الفرنسي، ورئيس الوزراء البريطاني. فإذا كان كل هؤلاء لا يعرفون مصلحة لبنان إلّا جبهة الممانعة، فإن هناك مشكلة كبيرة".

حكيم أكد أن، "الموضوع بين أيدي اللبنانيين بكافة طوائفهم وأديانهم، فالمواطن الصالح موجود في كافة الطوائف، خاصةً لدى الأجيال الصاعدة التي ترفض اللعبة القديمة، وتطالب بقواعد جديدة، رافضةً كل التسويات ومتمسكةً بالمواطنة والعيش بحرية وسلام، فالمرحلة الماضية برأيهم انتهت، ونحن أمام مرحلة جديدة".

وفي جديد تحقيقات المرفأ وإعلان القاضي العدلي فادي صوان استئناف تحقيقاته بالاستماع إلى إفادة قائد الجيش السابق، جان قهوجي، وتحذير الحزب التقدمي الإشتراكي من الإعدام البطيء للتحقيق، أشار رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض في حديثٍ إلى جريدة "الأنباء" الإلكترونية أنه "لإضفاء مزيدٍ من المصداقية، كان من المفترض على القاضي صوان ألّا يهمل الوزراء المطلوبين للتحقيق بعد أن وصل الملف للاستماع إلى إفادة رئيس الحكومة. والسؤال المطروح هو: الوزراء لديهم مرجعياتهم، أمّا قهوجي فلا ينتمي لأي فريق سياسي. وإذا كان التحقيق معه مقدمة للاستماع إلى باقي المطلوبين يكون الأمر جيداً".

محفوض رأى أن "التحقيقات ستسير بوتيرة أسرع بعد جريمة لقمان سليم التي قد تفتح نار جهنم على المتآمرين على لبنان، خاصةً وأنه لم يكن أحد يتوقع أن تأخذ جريمة اغتيال سليم هذا البُعد الدولي بعد أن وصلت أصداؤها إلى أميركا وفرنسا وأكثر من دولة، وإن إشارة السلطات الألمانية لتأمين الحماية لعائلة سليم هي إشارة واضحة للدولة اللبنانية بأنها غير فاعلة، وغير مؤهلة لحماية مواطنيها".

وكشف محفوض عن "تحذيرات وصلت إلى عدد من القيادات السياسية بضرورة توخي الحذر"، مشبّهاً المرحلة التي يعيشها لبنان "بمرحلة محاولة اغتيال النائب مروان حمادة التي سبقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري".