Advertise here

دبلوماسي لـ"المركزية": ليس في جعبة بايدن مشروعا للشرق الاوسط

08 شباط 2021 16:41:51

فيما انظار العالم واهتماماته مركزة على النهج السياسي الجديد الذي ستعتمده ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن ازاء الملفات الكبرى، الدولية منها وفي مقدمها الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية، والاقليمية التي تحتل اوضاع منطقة الشرق الاوسط صدارتها، لا يبدو ان طبيعة هذه السياسة ستتظهر سريعا في ضوء التعقيدات التي تتحكم بمجمل هذه الملفات والحاجة الاميركية الى فسحة زمنية واسعة لتقييم الاوضاع وتحديد الاستراتيجيات.

صحيح ان الادارة الجديدة لا بد رسمت الخطوط العريضة لسياساتها، بيد ان تطورات كثيرة طرأت في الحقبة الاخيرة من ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب قلبت المعادلات وفرضت نمط تعاط جديدا معها. ويكشف دبلوماسي مخضرم على تواصل مع نظرائه في عواصم غربية لاسيما في واشنطن لـ"المركزية" ان "ليس في جعبة ادارة بايدن مشروعا للشرق الاوسط، لذلك تنصرف الى تقويم الوضع عبر مروحة اتصالات واسعة مع كبار المسؤولين والقادة في المنطقة بخاصة، المملكة العربية السعودية لاستطلاع الافاق والتشاور قبل تحديد الخطوات المناسبة والمسار الواجب اتباعه في اطار ارساء حلول نهائية للازمات البالغة التعقيد". ويضيف: "كل المشاريع التي تم التخطيط لها لهذه البقعة الجغرافية، ومن ضمنها ما يعرف بالشرق الاوسط الجديد، تهاوت بالكامل بعيد دخول المنطقة حقبة التطبيع الاسرائيلي مع العالم العربي بدءا من دول الخليج".

هذا التطور التاريخي، يوضح الدبلوماسي المشار اليه "قلب اوضاع الشرق الاوسط رأسا على عقب وفرض موازين قوى جديدة ومعادلات لم تكن مدرجة في الحسابات سابقا، وهو ما يستلزم مزيدا من الوقت لاجراء قراءة معمقة حول الاهداف الجديدة التي سترسم، انطلاقا من قاعدة  المصالح الاميركية اولا وفي ضوئها تتغير السياسات وتتبدل الظروف والمعطيات. ويستشهد في معرض تثبيت وجهة النظر هذه بحقبات شهدت سابقا تعاونا مع تنظيمات متطرفة كطالبان والاخوان المسلمين ضد الشيوعية، ومع اليمين المسيحي في اوروبا الشرقية لاسقاط الاتحاد السوفياتي. ثم، وبعد حوادث 11 ايلول، تخلت واشنطن عمن استخدمتهم سابقا في الشرق الادنى(افغانستان وباكستان) استنادا الى مصالحها ومقتضيات اللحظة وتبدّل موازين القوى".

هذا السيناريو يحكم عادة منطق الادارات المتعاقبة في الولايات المتحدة الاميركية، وهو المتوقع ان يسري مع ادارة بايدن التي تسعى الى توازن العلاقات في المنطقة انطلاقا من مصالحها ومن مدى الخطر على حليفتها التاريخية الاستراتيجية، اسرائيل. ويؤكد الدبلوماسي ان "امام ادارة بايدن اليوم معطى جديدا بالغ الاهمية يكمن في عالم عربي متعاون جدا انطلق في مسار التطبيع، لا بد الا ان تستثمر فيه بعدما وضع الحجر الاساس للسياسة المستقبلية بين العرب واسرائيل. وفي الموازاة يتوقع ان تعمل ادارة بايدن على توسيط روسيا، من خلال التقارب معها، للطلب من ايران تخفيف التوتر ووقف لغة التصعيد تحضيرا لارضية صالحة لبدء المفاوضات حول الملف النووي. فاذا ما تمكنت من استكمال المسارين التطبيعي والنووي، لا بد الا ان تسجلهما انجازين في كتاب عهدها".