Advertise here

Penguin Bloom... قصة مؤثّرة رغم غرابتها

04 شباط 2021 07:30:40

قد تبدو فكرة فيلم Penguin Bloom مريبة ومؤلمة وغير قابلة للتصديق: تسترجع امرأة تعرّضت للشلل من جراء حادث غريب الأمل الذي تحتاج إليه من خلال الاعتناء بطائر مجروح. قد تكون المقارنات مفتعلة والمعاني الرمزية أوضح من اللزوم، ومع ذلك ينجح الفيلم في ترك أثر إيجابي لدى المشاهدين بفضل المؤثرات البصرية المبهرة وقوة أداء بطلة القصة نعومي واتس. قد يبدو الأسلوب الذي يستعمله المخرج غليندين إيفين مُلطّفاً، لكن حصلت هذه القصة فعلاً بالطريقة التي يسردها الكتاب الذي يحمل العنوان نفسه للكاتبَين كاميرون بلوم وبرادلي تريفور غريف.

يستعمل سيناريو هاري كريبس وشون غرانت أسلوب الحوار المباشر، فتُعبّر الشخصيات حرفياً عن الأفكار التي يريد الفيلم طرحها وتتطور الأحداث بطريقة آمنة ومتوقعة، لكن يشمل الفيلم كمّاً كافياً من اللحظات العاطفية والصادقة لجعل العمل مقنعاً وجاذباً.

تؤدي واتس دور "سام بلوم"، وهي راكبة أمواج تعيش بكل هدوء في منزل معاصر يُطِلّ على الشاطئ في "نيو ساوث ويلز"، أستراليا. تعيش "سام" وزوجها المصوّر "كاميرون" (أندرو لينكولن) حياة مليئة بالمغامرات والرياضة والسفر مع أبنائهما الأشقياء الثلاثة: "نواه" (غريفين موراي جونستون)، و"روبين" (فيليكس كاميرون)، و"أولي" (آبي كليفورد بار). أو هكذا كانت حياتهم على الأقل قبل حادث "سام". يقول "نواه"، وهو الراوي في الفيلم: "كان كل شيء مثالياً... ثم وقع الحادث في السنة الماضية".

 


بعدما كانت "سام" امرأة مستقلة وكثيرة الحركة طوال حياتها، من المبرر أن تشعر بالاكتئاب بعد الحادث وتمضي أياماً طويلة في سريرها من دون أن تفتح ستائر غرفتها. هي تشعر بأنها أصبحت منفصلة عن الأصوات التي يصدرها أولادها حين يلعبون في غرفة المعيشة. وحين تحاول في أحد المشاهد القيام بأبسط واجباتها كأم، مثل تحضير وجبات الطعام كي يأخذها الأولاد إلى المدرسة، يقع منها السكين والخبز على أرض المطبخ، فيزيد شعورها بالعجز. هذه التفاصيل الصغيرة تجعل صراعها اليومي مختلفاً وحقيقياً، وتعكس واتس لحظات الخيبة والكآبة بسلاسة ومن دون نفحة ميلودرامية مفرطة. تزورها والدتها (جاكي ويفر بأداء مثالي لكن لم يستغل الفيلم موهبتها بما يكفي) لرفع معنوياتها ومساعدتها في الأعمال المنزلية، لكنها تميل إلى التذمر أكثر من التعاطف مع ابنتها.

سرعان ما تجد "سام" مواساة حقيقية في مكان غير متوقع: تقع أنثى طائر العقعق من عشّها ويعثر عليها الفتيان على الشاطئ ويجلبونها إلى المنزل. يسمّيها "نواه" "بنغوين" (بطريق) بسبب لونها الأبيض والأسود. قد تبدو مصدر إلهاء إيجابي في البداية لكنها تحمل جانباً بغيضاً أيضاً. هي لطيفة ومزعجة في آن.

لا تحبذ "سام" وجود هذا الكائن الأليف في البداية، لكنها تكتشف فيه روحاً لطيفة في نهاية المطاف. تقول سام وكأنها تتكلم عن حالتها: "إنه طائر برّي، ما يعني أنه لا يستطيع البقاء هنا إلى الأبد". ثم تتساءل مجازياً: "لا تريد "بنغوين" أن تبقى عالقة في الداخل، أليس كذلك"؟ يتقرب منها "نواه" أيضاً ويسألها "هل تشتاقين إلى أمك؟" لأنه يشعر بأنه بعيد عن أمه. (يتمتع الممثل المبتدئ موراي جونستون في هذا الدور بحضور متّزن وقوي على الشاشة مقارنةً بالممثلين الأولاد الآخرين، وهو جانب مميز). تتكرر مشاهد تشابك الأيادي في هذه اللحظات مجدداً، مع أن مشاهدة "سام" وهي تعتني بالطائر وتلاحظ تحسّن مزاجها بفضله تُعبّر عن المغزى الحقيقي للفيلم. هي تشعر بأنها أم مجدداً بعدما وقعت معظم واجبات الاعتناء بالأولاد على عاتق "كاميرون".

حين تشعر "سام" بأن "بنغوين" تريد الخروج، تقرر التوجه بنفسها إلى الفناء الخارجي وتستمتع بأشعة الشمس في كرسيها المتحرك. وعندما تشعر "سام" بالسوء، تكون "بنغوين" أول من يلاحظ حالتها وتنذر بقية أفراد العائلة، فتنظر إليها وكأنها تفهم ألمها. من حق كل مشاهد أن يصدّق هذه الصفة البشرية لدى الطائر أو لا يصدّقها. سيتوقف حُكمه حتماً على درجة تعلّقه بالقصة في هذه المرحلة من الفيلم. في مطلق الأحوال، يبقى أداء واتس عميقاً ومميزاً لدرجة أن تقنعنا بأن هذا المفعول السحري الذي يعطيه الطائر حقيقي. في النهاية، توافق "سام" على اقتراح "كاميرون" بتلقي دروس في التجديف، ما يعطينا فرصة الاستمتاع بأداء رايتشل هاوس الممتع بدور مرشدتها المتّزنة. تسترجع "بنغوين" قدرتها على الطيران مجدداً خلال الفترة نفسها تقريباً. قد تكون رحلة الشفاء متوقعة، ومع ذلك يقتنص الفيلم الفرص من وقتٍ لآخر لإثبات تألّقه.