الموقف الذي أطلقه الرئيس نبيه بري حول تعطيل تشكيل الحكومة وعرقلتها الداخلية بسبب الثلث المعطّل، هو الموقف الرسمي والذي لا لبس فيه، يحمّل مسؤولية التعطيل لرئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحرّ، فقال بري بشكل واضح إن المطالبة بالثلث المعطل أمرٌ غير مفهوم.
سارع القصر الجمهوري إلى الرد على رئيس مجلس النواب، وبينما كانت رئاسة الجمهورية تردّ ببيانات سابقاً عن أن لا علاقة لجبران باسيل بتشكيل الحكومة، تكشفت أمس أيضاً معلومات أخرى تؤكّد أن حزب الله عندما يتناول ملف تشكيل الحكومة يبحثه مع باسيل.
هذا التطور لا بد له أن ينعكس على الكثير من التطورات المحلية، وهو موقف صريح من الثنائي الشيعي غير القادر على الاستمرار في توفير الغطاء الذي يطمع به باسيل دوماً للتعطيل والعرقلة.
يأتي موقف رئيس مجلس النواب، مدعوماً بتحرّكٍ يقوم به حزب الله لإقناع باسيل بالتنازل عن الثلث المعطل، وتسهيل تشكيل الحكومة. وبحسب ما تؤكد مصادر قريبة من الحزب لـ"الأنباء" فإن ما يريده حزب الله هو تشكيل حكومة سريعاً لوقف مسار الانهيار، وللعمل على معالجة الأزمات التي ستتفاقم صحياً، ومعيشياً، واقتصادياً.
ولا يمكن فصل موقف بري عن المبادرة الفرنسية التي أُعيدت إلى الحياة، وتمّ تفعليها من خلال اتّصالات يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع جهات لبنانية وخارجية لتسهيل مهمة تشكيل الحكومة.
وبحسب ما تشير إليه المعلومات فإنّ حزب الله سيفعّل تحرّكه في الأيام المقبلة لإقناع رئيس الجمهورية بإبقاء الحكومة بصيغتها المصغّرة، أي من 18 وزيراً، وعدم المطالبة بحكومة من 20 وزيراً. ثانياً إيجاد تسوية لحصة رئيس الجمهورية تقوم على مبدأ اختيار خمسة وزراء مسيحيين، مقابل أن يكون الوزير السادس توافقياً بين مختلف الأفرقاء، ويتم البحث في إيجاد حلٍ لتوزيع حقيبتَي الداخلية والعدل.