Advertise here

حالك يا وطني

30 كانون الثاني 2021 17:06:33

قال كمال جنبلاط "يُفترَضُ أن يكون للفرد نظام للأخلاق والمناقبية في داخله وفي علاقاته مع الآخرين، فالنظامان نظام المجتمع ونظام الأخلاق متلازمان متّصلان، لا يقوم أحدهما بدون الآخر، وإلّا سقط الفرد، وفسد المجتمع، واضمحلّت الحضارة، وتبعتها في اضمحلالها جميع مكاسبها الماديّة".

 أما اليوم فنجد بعض السياسيين قد دخلوا المعترك السياسيّ لمصلحتهم الخاصة ومجدهم الشخصيّ أولاً، لا حبًّا بالمساكين والفقراء ومساعدة  الطبقات الكادحة. فهؤلاء يعتمدون أسوأ أنواع الانتهازية، تلك التي توظّف جثامين الموتى في سياق النزاع السياسي على السلطة. إنّهم حقاً ساسة متخلّفون يفتقدون إلى الحسّ الانسانيّ والوطنيّ، وسياستهم مشلولة معقدة، قائمة على تصفية الحسابات والإختلال  في محتواها وشكلها، لذلك ينتهي مفعول التفاهم معهم، وتتحطّم كلّ المقاييس لبناء دولة قويّة قادرة على تأمين متطلّبات الشعب، وتطلّعات الشباب، وإعطائهم حقهم في العيش الكريم. 

هذا الخلط بين الدولة والسُلطة في استراتيجيات الفكر السياسيّ في لبنان، هو الذي يبرّر للسُلطة الاستحواذ على مقاليد الدولة، وجعل المصالح الضيّقة على حساب المصالح العليا للكيان السياسيّ برمّته. 

ما من دولة من دول العالم مهما كان نظامها السياسيّ، نجحت في تحديث نفسها مع إنتهاج سياسة الباب المغلق تماماً كما هذا النظام المقفل في لبنان، سياسة مكبّلة معقّدة متطرّفة قوامها الخداع والمكر والكذب والدجل والفقر وتجويع الناس، إنها افعى لاذعة تبخّ سمها، بدل أن تكون خشبة خلاص للبنان واللبنانيين. 

وكما قال غيفارا: "لا تحدّثني عن سياسيّ أو رجل أعمال همّه الوحيد الربح، بل حدثني كيف يزهر الربيع وكيف يضحك الفقراء و كيف يعمل الكادحين و كيف حال الأوطان".
 

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".